حرف الواو
ينقسم حرف الواو إلى قسمين :
أ ـ الواو العاملة . ب ـ الواو غير العاملة .
وتنقسم الواو العاملة بدورها إلى الأنواع الآتية :
أولاً : واو القسم : وهي حرف جر تدخل على الاسم الظاهر ولا تتعلق إلا بمحذوف ، نحو قوله تعالى ( والشمس وضحاها )(1) .
وقوله تعالى ( والتين والزيتون وطور سينين )(2) .
ومنه قول الشاعر حسان بن ثابت :
والله ما في قريش كلها نفر أكثر شيخاً جباناً فاحشاً غمرا
ثانياً : واو رب : ولا تدخل إلا على الاسم النكرة ويجر بعدها برب المحذوفة ، وليس لها متعلق لأن رب حرف جر شبيه بالزائد .
كقول امرئ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
ومنه قول الأخطل :
وكأس مثل عين الديك صرف تنسي الشاربين لها العقولا
ثالثاً : واو المعية : واو بمعنى ( مع ) وتسمى واو المصاحبة والاسم بعدها منصوب لأنه مفعول معه .
نحو : استوى الماء والخشبة ، وجلست وضوء القمر .
ومنه قول كثير عزة :
فكأني وإياها سحابة ممحل زجاها فلما جاوزته استهلت
ـــــــــــــــ
(1) الشمس [1] (2) التين [1-2] .
الواو
وهناك نوع آخر من أنواع واو المعية ، هو في حقيقته حرف عطف يدخل على الأفعال المضارعة ، فينتصب الفعل بعده بأن مضمرة وجوباً ، وتسمى واو الجزاء ، وما بعدها مصدر مؤول معطوف على مصدر مؤول مقدر ، وشرطها أن يتقدم على الفعل طلب أو نهي .
كقول الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
كما تضمر أن بعد الواو العاطفة السابقة الذكر جوازاً ، وهي حينئذ تعطف مصدراً مؤولاً على مصدر صريح .
ولكونه لا يجوز عطف فعل على اسم أول ما بعد الواو من أن المضمرة جوازاً والفعل ، وعطف على الاسم قبله ، وهو المصدر الصريح كما في قول ميسون بنت بحدل * :
للبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس الشفوف
والمصدر الصريح في البيت كلمة ( لبْس ) من الفعل لبس .
الواو غير العاملة وتنقسم إلى الأنواع الآتية :
أولاً : واو العطف : حرف يجمع المتعاطفين تحت حكم واحد ، ويعطف اسماً على اسم ، نحو : جاء الولد ووالده ، وحضر محمد وأحمد .
وعطف جملة على جملة .
نحو : بدأ العام الدراسي وانتظم الطلاب في الدراسة .
ـــــــــــــــ
* ميسون بنت بحدل : هي زوجة معاوية بن أبي سفيان وأم يزيد سمعها تقول شعراً تحن فيه إلى مسقط رأسها نجد فطلقها وردها إلى أهلها بعد أن وهب لها قصراً بكل ما فيه فولدت يزيد في البادية ، فأرضعته سنتين وأخذه منها .
الواو
وتمتاز الواو العاطفة عن غيرها من حروف العطف الأخرى بالآتي :
1 – قد تقترن بإما ، كقوله تعالى ( فإما منا بعد وإما فداء )(1) .
2 – تقترن بلا إذا سبقها نفي ، نحو : لا هذا ولا ذاك .
ومنه قول أبي العلاء :
فإن أنت لم تملك وشيك فراقها فعف ولا تنكح عواناً ولا بكرا
3 – تقترن بلكن ، نحو : قام محمد ولكن علي جالس .
4 – تعطف العام على الخاص .
كقوله تعالى ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات )(2) .
5 – تعطف الخاص على العام .
كقوله تعالى ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح )(3) .
6 – وتعطف المحذوف إذا بقي معموله .
كقولهم : علفتها تبناً وماءً بارداً ، والتقدير : وسقيتها ماءً بارداً .
7 – وتعطف الشيء على مرادفه .
كقوله تعالى ( إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله )(4) .
8 – وتعطف ما لا يستغنى عنه ، نحو : وقفت بين خالد ومحمد .
ثانياً : واو الاستئناف : وهي الواو التي يكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها في المعنى أو في النوع ولا يشاركه في الإعراب ، وتسمى بواو الابتداء أيضاً .
ـــــــــــــــ
(1) محمد [4] (2) نوح [18] .
(3) الأحزاب [7] (4) يوسف [86] .
الواو
كقوله تعالى ( ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده )(1) .
وقوله تعالى ( لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء )(2) .
ثالثاً : واو الحال : وتختص بالدخول على الجمل الاسمية .
نحو : جاء أخوك وهو يبتسم .
ومنه قول البحتري :
تسربلته والذئب وسنان نائم بعين ابن ليل ما له بالكرى عهد
ومنه قول الآخر :
بخلت بالمال والأكياس مفعمة فكم درهماً أخذت منها المساكين
وتدخل على الجمل الفعلية إذا تصدرت بالفعل الماضي المقترن بقد كثيراً .
نحو : جاء والدك وقد غربت الشمس .
ومنه قول امرئ القيس :
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل
رابعاً : الواو الزائدة : وهي إحدى الحروف التي تجمعها كلمة ( سألتمونيها ) .
وتأتي بعد ( إلا ) للتأكيد .
كقوله تعالى ( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم )(3) .
وقد لا تسبقها ( إلا ) ، كقوله تعالى ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها )(4) .
ـــــــــــــــ
(1) الأنعام [12] (2) الحج [5] .
(3) الحجر [4] (4) الزمر [71] .
الواو
ومنه قول الشاعر * :
فإذا وذلك إلا ذكرة وإذا مضي شيء كأن لم يفعل
ومنه قول الآخر :
ولقد رفعتك في المجالس كلها فإذا وأنت تعين من يبغيني
كما تزاد الواو لفظاً في الاسم ( عمرو ) ما عدا حالة النصب ، وفي ( أولو وأولات ) ، وفي أسماء الإشارة ( أولاء وأولي وأولئك ) ، وتسمى الواو الزائدة في ( عمرو ) بواو الفصل لأنه يفصل بها بين عمر وعمرو ، كقول الشاعر :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار
وقول الآخر :
وجهك يا عمرو فيه طول وفي الوجه الكلاب طول
خامساً : واو الثمانية : هي الواو التي تلحق الثامن من العدد ، إشعاراً بأن السبعة عدد كامل لقولهم : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، ستة ، سبعة ، وثمانية .
واستدلوا على ذلك بقوله تعالى ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر )(1) .
وتعرب حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وهو إما عاطف أو للحال .
ومنه قوله تعالى ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها )(2) .
ـــــــــــــــ
(1) التوبة [122] (2) الزمر [73] .
* أبو كبير الهزلي : ويقال أن الشاهد لأبي كثير ، ولم أقف لأبي كثير على ترجمة ، أما ترجمة أبي كبير فهي : هو عامر بن الحليس شاعر جاهلي له أربع قصائد مطلع كل منها قوله " أزهير هل عن شيبة .. إلخ " وقد ذكر في الإجابة أنه أسلم وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال له : أحل لي الربا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أتحب أن يؤتى إليك ومثل ذلك " ، قال : لا ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " فارضى لأخيك ما ترضى لنفسك " .
الواو
قال بعض المفسرين : الواو هنا تدل على أن أبواب الجنة ثمانية ، ومنه قوله تعالى ( والناهون عن المنكر )(1) .
قال المفسرون : لأنها أتت في الثامن من السبعة الأسماء قبلها , ومنه قوله تعالى ( وثامنهم كلبهم )(2) .
وهذه الواو وإن وقعت دالة على الثمانية ، أو في الثامن من الأسماء ، لا يخرجها ذلك عن معنى العطف أو الحال في مثل قوله تعالى ( وفتحت أبوابها ، وقد وقعت في الثامن بالغرض لا بالقصد .
وهي واو قال عنها ابن هشام : لقد ذكرها جماعة من الأدباء كالحريري ، ومن النحويين الضعفاء كابن خالويه ، ومن المفسرين كالثعالبي (3) .
سادساً : واو الجمع : وهي ضمير رفع لجماعة الذكور يتصل بالفعل ماضياً كان أو مضارعاً أو أمراً ، نحو : الطلاب جاءوا متأخرين .
ومنه قوله تعالى ( وجاءوا على قميصه بدم كذب )(4) .
وتتصل بالأفعال الخمسة ، نحو : يدرسون ، ويعملون .
ومنه قوله تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )(5) .
ومنه قول جرير :
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم علي إذن حرام
ومع غير الأفعال الخمسة تلحقها ألف فارقة لتميزها عن واو العلة ، نحو : قالوا ، وباعوا ، وتعرب فاعلاً ، ونائباً للفاعل ، واسماً لكان الناقصة أو إحدى أخواتها ، نحو قوله تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل )(6) ، الواو في تلبسوا في محل رفع فاعل .
ـــــــــــــــ
(1) التوبة [122] (2) الكهف [22] (3) المغني ج1 ص362 .
(4) يوسف [8] (5) آل عمران [92] .
الواو
ونحو : إذا قصرتم ستحرمون من الجائزة ، الواو في تحرمون في محل رفع نائب فاعل .
ونحو قوله تعالى ( عسى أن يكونوا خيراً منهم )(1) ، الواو في يكونوا في محل رفع اسم كان ، وقس على ذلك .
سابعاً : ( الواو ) علامة الرفع في جماعة الذكور السالمة ، والأسماء الستة .
نحو : جاء المعلمون ، ومنه قوله تعالى ( ونحن له مخلصون )(2) .
وقوله تعالى ( قتل الخراصون )(3) .
ومثال الأسماء الستة : كان أخوك أصيلاً .
ومنه قوله تعالى ( وأبونا شيخ كبير )(4) .
ثامناً : ( الواو ) حسب ما قبلها : وأقول هي الواو التي تأتي في أول الكلام المعرب ولا يعلم ما قبلها حتى نعرف جهة إعرابها ، فنتخلص منها بالقول : " الواو حسب ما قبلها " ، نحو : واتقوا الله .
فإذا علم ما قبل الواو أعربت حسب الأنواع السابقة .
نماذج من الإعراب
1 – واو القسم : قال تعالى ( والشمس وضحاها ) .
والشمس : الواو حرف للقسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الشمس اسم مجرور بالواو والجار والمجرور متعلقان بمحذوف فعل القسم تقديره : أقسم .
وضحاها : الواو حرف عطف ، ضحى معطوف على الشمس مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف ، وضحى مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [42] (2) الحجرات [11] (3) البقرة [139] .
(4) الذاريات [10] (5) القصص [23] .
الواو
2 – واو رب : قال الشاعر :
وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي
وليل : الواو واو رب حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليل مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد المحذوف بعد الواو .
كموج : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لليل ، وموج مضاف .
البحر : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .
أرخى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى ليل .
سدوله : سدول مفعول به ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والجملة الفعلية أرخى ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ ليل .
علي : جار ومجرور متعلقان بأرخى .
بأنواع : جار ومجرور متعلقان بأرخى أيضاً ، وأنواع مضاف .
الهموم : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ليبتلي : اللام للتعليل ، يبتلي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد لام التعليل ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الياء منع من ظهورها معاملة المنصوب معاملة المرفوع .
وأن المحذوفة مع الفعل بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل ، والجار والمجرور متعلقان بقوله أرخى .
3 – واو المعية : " استوى الماء والخشبة " .
استوى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر .
الماء : فاعل مرفوع .
الواو
والخشبة : الواو للمعية ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الخشبة مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة .
واو المعية العاطفة : قال الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
لا : ناهية جازمة .
تنه : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وجملة لا تنه ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
وتأتي : الواو للمعية ، حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تأتي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
وأن المضمرة والفعل بتأويل مصدر معطوف على مصدر متوهم سابق مقدر ، وتقدير الكلام : لا يكن منك نهي وإتيان .
وجملة تأتي لا محل لها من الإعراب صلة أن المصدرية المضمرة .
4 – واو العطف : قال الشاعر :
فإن أنت لم تملك وشيك فراقها فعف ولا تنكح عوانا ولا بكرا
فإن : الفاء حسب ما قبلها ، إن أداة شرط جازمة .
أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده .
لم : حرف نفي وجزم وقلب .
تملك : فعل مضارع مجزوم بلم ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
وشيك : مفعول به ، وهو مضاف .
فراقها : مضاف إليه ، والضمير في محل جر بالإضافة .
الواو
وجملة أنت لم تملك ... إلخ في محل جزم فعل الشرط .
فعف : الفاء واقعة في جواب الشرط ، عف فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، والجملة في محل جزم جواب الشرط .
ولا : الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لا ناهية جازمة .
تنكح : فعل مضارع مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
عواناً : مفعول به منصوب بالفتحة .
وجملة لا تنكح معطوفة على جملة فعف .
ولا بكراً : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، بكرا معطوف على عواناً منصوب مثله ، وجملة فإن أنت لم تملك لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
5 – واو الاستئناف : قال تعالى ( ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ) .
ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب يفيد الترتيب مع التراخي .
قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
أجلاً : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
وأجل : الواو للاستئناف حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أجل مبتدأ مرفوع بالضمة .
مسمى : صفة لأجل مرفوع ، وهي التي جوزت الابتداء بالنكرة .
عنده : عند ظرف مكان متعلق محذوف خبر المبتدأ ، وعند مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
وجملة أجل مسمى عنده لا محل لها من الإعراب استئنافية .
الواو
6 – واو الحال : قال الشاعر : " تسربلته والذئب وسنان نائم " .
تسربلته : فعل وفاعل ومفعول به .
والذئب : الواو للحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الذئب مبتدأ مرفوع بالضمة .
وسنان : خبر مرفوع بالضمة .
نائم : خبر ثان مرفوع بالضمة .
وجملة تسربلته لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
وجملة والذئب ... إلخ في محل نصب حال ، والرابط الواو .
7 – الواو الزائدة : قال تعالى ( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ) .
وما : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها .
أهلكنا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
من قرية : من حرف جر زائد ، قرية مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، والجار والمجرور متعلقان بأهلكنا .
إلا : أدلة حصر لا عمل لها .
ولها : الواو حرف زائد لا عمل له ، لها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .
كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
معلوم : صفة مرفوعة لكتاب ، والجملة الاسمية لها كتاب معلوم في محل جر صفة لقرية على اللفظ ، أو في محل نصب صفة لقرية على المحل .
الواو
8 – واو الثمانية :
حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ولا عمل له .
9 – واو الجمع : قال تعالى ( وجاءوا على قميصه بدم كذب ) .
وجاءوا : الواو للاستئناف ، جاءوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل .
والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
على قميصه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من بدم ، وقميص مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بدم : جار ومجرور متعلقان بجاءوا .
كذب : صفة مجرورة لدم .
10 – واو الرفع : قال تعالى ( ونحن له مخلصون ) .
ونحن : الواو للحال ، نحن ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ .
له : جار ومجرور متعلقان بمخلصون .
مخلصون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة في محل نصب حال .
11 – الواو حسب ما قبلها : " واتقوا الله " .
واتقوا : الواو حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، اتقوا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة .
وا واه واها
وا
حرف نداء مختص بالندبة ، وهو نداء المتوجع عليه أو المتوجع منه ، ويجوز أن يستعمل في النداء الحقيقي ، مثال المتوجع عليه : وا محمدُ ، وا عليُ .
ومثال المتوجع منه قولهم : وامصيبتاه .
ومنه قول مجنون ليلى :
فوا كبداه من حبيب يحبني ومن عبرات ما لهن فناء
ومنه قول المتنبي :
وا حر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
ومنه قول قيس بن ذريح :
فوا كبدي من شدة الشوق والأسى ووا كبدي إني إلى الله راجع
ومثال استعمالها للنداء الحقيقي : وا متعبداً لقد غربت الشمس .
ويجوز أن تكون ( وا ) اسماً لأعجب ، كقول الشاعر :
وا ، بأبي أنت وفوك الأشنب كأنما ذر عليه الزرنب
والتقدير : أي أفديك بأبي ، والتعجب للاستحسان (1) .
واه واها
كلمة للتلهف : وهي اسم فعل مضارع مبني على الفتح ، وينون ( واهاً ) بالنصب بمعنى أعجب أو أتلهف ، نحو : واهاً لفلان .
ومنه قول أبي النجم العجلي :
واهاً لريا ثم واهاً واهاً يا ليت عيناها لنا وفاها
ومنه قول المتنبي :
أوه بديل من قولتي واها لمن نأت والبديل ذكراها
ـــــــــــــــ
(1) أنظر شرح شواهد المغني للسيوطي ج2 ص786 .
وحده وشكان
وحده
وقال الخليل بن أحمد : فإذا قلت : هو نسيجُ وحدِه ( خفضته ) يعني إضافة نسيج لوحده (1) ، ومنه قول دكين بن رجاء :
جاءت به معتجراً ببردته سفواء تردي بنسيج وحدِه
ويقال : رجل وحده ، أي منفرد ، وقولهم : وحده بالتحريك أفصح .
ومنه قول النابغة الذبياني :
كأن رحلي وقد زال النهار بنا يوم الجليل على مستأنس وحده
وفي نصب ( وحده ) كما ذكرنا سابقاً رأيان أحدهما بصري قال به الخليل بن أحمد ، والآخر كوفي قال به يونس .
أما رأي الخليل : فقد نصبه على المصدرية شبيهاً بقولك : مررت برجل خصوصاً .
وهو أقوى الرأيين ، لأنه وحده أشبه بالمصدر في معناه ، وله نظائر كثيرة في المصادر ، ولظهور معنى الاختصاص فيه .
أما يونس : فنصبه على الظرفية شبيهاً بقولك : هو عنده ، ومثله : مررت برجل على حاله ، وقد حمل يونس نصبه على الظرفية لأن ( وحده ) في هذا الموضع ناقص التمكن كنقصان تمكن ( عنده ) ، ونصب كما نصب ( عنده ) ، كما لزمته الإضافة كما لزمت ( عنده ) أيضاً ، وفيه معنى ( على حياله ) ، والله أعلم .
وشكان
اسم فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى ( ما أسرع ) .
ـــــــــــــــ
(1) أنظر كتاب الجمل المنسوب للخليل بن أحمد ص114 .
وع وي ويك
وع
اسم صوت لابن آوى .
وي ويك
( وي ) اسم فعل مضارع مبني على السكون لا محل له من الإعراب بمعنى
( أعجب ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
( أعجب ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
كقوله تعالى ( ويكأن الله يبسط الله الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر )(1) .
ومنه قول الشاعر * :
وي كأن من يكن له نشب يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضر
وتتصل الكاف بوي ، فنقول : ( ويك ) ، وقد قال الأخفش فيها : ( وي ) اسم فعل والكاف حرف خطاب ، وقال الخليل : ( وي ) وحدها اسم فعل والكاف للتحقيق ، وقال الكسائي : ( ويك ) أصلها ( ولك ) فالكاف ضمير مجرور (2) .
ومنه قول عنترة :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
وقد تتصل اللام ( بوي ) فنقول : ( ويل ) ، وهي بمعنى ويك وويلك ولا فرق بينهما .
ـــــــــــــــ
(1) القصص [82] (2) أنظر المغني ج1 ص369 .
* زيد بن عمرو : هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى وينتهي نسبه إلى لؤي بن غالب ، أحد من اعتزل عبادة الأوثان وامتنع من أكل ذبائح قريش في الجاهلية ، كان يقول : والله لا أعلم على ظهر الأرض أحداً على دين إبراهيم غيري ، وخرج إلى الشام يبحث عن دين يتبعه فلما بلغه خبر النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يريده فقتله أهل ميقعة ، وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يأتي يوم القيامة وحده ، كان شاعراً وله شعر حسن .
ويب ويح ويل
ويب
كلمة تعني حلول الشر والهلاك بمعنى ( ويل ) ، وهي مرفوعة على الابتداء .
نحو : ويب لك .
أو منصوبة على المفعولية ، وفعلها مقدر .
نحو : ويباً له ، والتقدير : أنزل الله به ويباً .
ويح
كلمة تفيد الترحم والتوجع .
فإذا كانت منونة تنوين رفع فهي مبتدأ ، كقول شوقي :
ويح له ويح لي ماذا عسى أقول له
وإذا كانت منونة تنوين نصب فهي غالباً ما تكون نائباً عن المفعول المطلق .
نحو : ويحاً لزيد .
وإذا كانت منصوبة بلا تنوين فهي مفعول به لفعل محذوف .
نحو : الويح له ، والتقدير : ألزمه الله الويح .
ويل
لفظ يفيد التهديد والوعيد بحلول الشر والهلاك ، يقال : ويله ، وويلك ، وهي بمعنى ويب لغة ومعنى ، وقد يكون العكس .
نحو : ويل لزيد ، وويلاً لكم .
ومنه قوله تعالى ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم )(1) .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [79] .
ويل ويه ويها
وقوله تعالى ( وويل للكافرين من عذاب شديد )(1) .
ومنه قول الأعشى قيس :
قالت حريرة لما جئت زائرها ويلي عليك وويلي منك يا رجل
ويه ويها
لفظ يفيد الإغراء والتحريض ، والحث على الشيء .
وتستعمل بلفظ المفرد والمثنى والجمع وللمؤنث والمذكر دون تغيير .
وهي أيضاً اسم صوت للصراخ على الميت .
وتكون مبنية على الفتح أو الكسر .
وتنون فتقول : ويهاً .
نحو : ويهاً يا فلان .
ومنه قول الكميت :
وجاءت حوادث في مثلها يقال لمثلي ويهاً مل
ومنه قول حاتم :
ويهاً فدى لكم أمي وما ولدت حاموا على مجدكم وكفوا من اتكلا
ـــــــــــــــ
(1) إبراهيم [2] .
0 comments:
Post a Comment