ثُم وثُمت
حرف عطف يفيد الترتيب مع التراخي ، نحو : جاء الخادم ثم سيده .
ومنه قوله تعالى ( والله خلقكم من تراب ثم من نطفة )(1) .
وقد تلحقها تاء التأنيث المفتوحة فتؤنثها لفظاً .
نقول : ثمت ، وهي حينئذ لعطف الجمل على بعضها .
كقول الشاعر :
ثمت قمنا والظلام مطرق والطير في أوكارها لا تنطق
ومنه قول الآخر * :
ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمة قلت : لا يعنيني
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ) .
والله : الواو حسب ما قبلها ، ولفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .
خلقكم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
من تراب : جار ومجرور متعلقان بالفعل خلقكم .
ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
من نطفة : جار ومجرور معطوفان على من تراب .
ـــــــــــــ
(1) فاطر [11] .
* الشاعر مختلف في نسبته ، فهو لعمير بن جابر الحنفي في حماسة البحتري ، ولشمر بن عمرو الحنفي في الأصمعيات ، وهو لرجل من سلول في كتاب سيبويه ، والشنتمري .
ثَم وثَمت
اسم إشارة يشار به إلى المكان البعيد بمعنى ( هنا ) ، ( هناك ) .
ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب .
نحو : ثم مكان هادئ ، وثم منظر جميل .
ومنه قوله تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله )(1) .
ومنه قوله تعالى ( وإذا رأيت ثم رأيت )(2) .
وقد تلحق ( ثم ) تاء مفتوحة ، فتؤنث تأنيثاً لفظياً .
نحو : ثمة مكان للراحة . ولا فرق أن تكون التاء مفتوحة أو مربوطة .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) .
فأينما : الفاء حرف عطف ، أين : اسم شرط جازم مبني على الفتح ، وما زائدة ، وهو في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بالفعل بعده .
تولوا : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والألف للتفريق .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
وإذا اعتبرنا أينما متعلقة بجواب الشرط تكون الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه لأينما .
فثم : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ثم : ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بمحذوف خبر مقدم ، وقد بني على الفتح لتضمنه معنى الإشارة .
وجه الله : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط ، وجملة الشرط معطوفة على ما قبلها .
ــــــــــــــ
(1) البقرة [115] (2) الإنسان [20] .
0 comments:
Post a Comment