زال
تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً من أخوات كان ، ومضارع يزال ، يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، ومعناه النفي ، ويشترط في عمله أن يكون مسبوقاً بنفي أو نهي أو دعاء ، فينقلب معناه من النفي إلى الإيجاب ، ويفيد عندئذ الاستمرار ، وهو ناقص التصرف إذ لم يرد فيه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل .
نحو قوله تعالى ( ولا يزال الذين كفروا في مرية منه )(1) .
ـــــــــــــــ
(1) الحج [55] .
زال
ومنه قوله تعالى ( ولا يزالون مختلفين )(1) ، ومنه قول كعب بن زهير * :
ما زلت أقتطع البيداء مدرعاً جنح الظلام وثوب الليل مسبول
ومنه قول الآخر ** :
صاح شمر ولا تزل ذاكر الموت فنسيانه ضلال مبين
صاح : منادى مرخم مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة على اعتبار أصل الكلمة ( صاحب ) أما إذا اعتبرنا أصلها ( صاحبي ) فتكون منادى منصوباً بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة مع الباء للترخم ، وهو مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه .
شمر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
ولا تزل : الواو عاطفة ، لا ناهية ، تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
ذاكر : خبر تزل منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .
وتأتي فعلاً ماضياً تاماً مضارعه تزول بمعنى تحرك أو ذهب أو ابتعد .
ـــــــــــــــ
(1) هود [118] .
* كعب بن زهير : هو كعب بن زهير بن أبي سلمى أحد فحول المخضرمين ، أسلم أخوه مجير فغضب منه كعب وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتوعده الرسول الكريم وأهدر دمه فحذره أخوه العاقبة إلا أن يجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً تائباً ، فهام كعب على وجهه مستجيراً بالقبائل فلم يجره أحد حتى ضاقت به الأرض جاء أبا بكر مستجيراً ، فأقبل به أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً مؤمناً بالرسول الكريم ، وأنشد قصيدته المشهورة التي يعتذر فيها للرسول ويمدحه ، فخلع عليه الرسول بردته ، ومات كعب سنة 24 هـ . كان من الشعراء المجيدين المشهورين بالسبق وعلو الكعب في الشعر .
** الشاهد بلا نسبة في مصادره .
زال زعم
نحو : زال الخطر عن المريض ، ومنه قول كعب بن زهير :
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
زالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
وكذا فما زال أنكاس ، فأنكاس : فاعل زال .
ومعنى زال في البيت : انتقل ، أي انتقل المسلمون من مكة إلى المدينة .
وتأتي فعلاً ماضياً تاماً مضارع ( يزيل ) بمعنى نحى ، وأبعد ، وميز .
نحو : زال متاعك من متاعي .
زعم
تأتي فعلاً ماضياً من أفعال القلوب تتعدى لمفعولين ، وتفيد في الخبر الرجحان كما تفيد الظن ، كقول أبي أمية الحنفي :
زعمتني شيخاً ولست بشيخ إنما الشيخ من يدب دبيبا
زعمتني : فعل وفاعل ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به أول . شيخاً : مفعول به ثان .
والغالب في زعم الناصبة لمفعولين أن تدخل على أن المصدرية وفعلها وفاعله أو أن الثقيلة أو الخفيفة مع اسمها وخبرها ، فيكون المصدر في الحالتين مفعول به سد مسد مفعولي زعم ، نحو قوله تعالى ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا )(1) .
فأن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، وخبرها جملة ( لن يبعثوا ) مصدر مؤول في محل نصب مفعول به سد مسد مفعولي زعم .
ومنه قول كثير :
وقد زعمت أني تغيرت بعدها ومن ذلا الذي يا عز لا يتغير
ـــــــــــــــ
(1) التغابن [7] .
زعم
ومنه قول جرير :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع
ومنه قول النابغة الذبياني :
زعم البوارح أن رحلتنا غدا وبذلك خبرنا الغراب الأسود
وتأتي فعلاً ماضياً بمعنى ( كفل ) ، كقوله تعالى ( وأنا به زعيم )(1) ، أي كفيل به ، وهي في هذا الموضع لا تتعدى إلا بحرف الجر ، نحو : زعم الولد بأبيه أي تكفل به .
0 comments:
Post a Comment