أرى
تأتي لثلاث حالات :
1 ـ فعلاً ماضياً أصله رأى المتعدية لمفعولين ، فلما دخلت عليها الهمزة تعدت لثلاثة مفاعيل نحو قوله تعالى ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم )(1) ، وقوله تعالى ( إذ يريكهم الله في منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لفشلتم )(2) ، ففي الآية الأولى المفعول به الأول ( هم ) في يريهم ، والثاني والثالث : أعمالهم وحسرات ، والمفاعيل الثلاثة في الآية الثانية هو على التوالي : الكاف ، والهاء في يريكهم ، وقليلاً ، وفي الجزء الثاني من الآية : الكاف ، والهاء ، وكثيراً .
وقد تسد ( أن ) ومعمولاها مسد المفعول الثاني والثالث .
نحو : أريت صديقي أن الصدق حق .
ومضارع أرى ( أُرى ) على غير القياس وهو ملزم للمجهول ، ويفيد الظن ويكون صاحبه فاعلاً لأن الفعل ملازم للمجهول ، وينصب مفعولين .
ـــــــــــــ
(1) البقرة [167] (2) الأنفال [43] .
أرى
نحو : أُراك داهية ، ومنه قول أبي تمام * :
وتظن سلمى أنني أبغى بها بدلاً أُراها في الضلال تهيم
والشاهد قوله : أُراها . . تهيم ، فأُرى فعل مضارع ملزم للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
والضمير المتصل في محل نصب مفعول أول , والجملة الفعلية ( تهيم ) في محل نصب مفعول به ثان .
2 ـ ويأتي ( أرى ) فعلاً مضارعاً من ( رأى ) ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وتسمى أرى القلبية .
نحو : أرى الجبن عاراً . فالجبن مفعول به أول وعاراً مفعول به ثان .
3 ـ وتأتي فعلاً مضارعاً ماضيه ( رأى ) البصرية المتعدية لمفعول واحد .
نحو : رأيت القمر يرسل أشعته الذهبية على الكون .
وإذا تعدت ( رأى ) بالهمزة فإنها تنصب مفعولين ، نحو : أريت أخي هلال رمضان ، والمعنى أبصرته إياه ، ومنه قوله تعالى ( وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )(1) .
وعصيتم : الواو حرف عطف ، عصى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء في محل رفع فاعل ، والميم دلالة على الجمع .
والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها .
ــــــــــــــ
(1) آل عمران [152] .
* أبو تمام : هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي ، أحد أمراء البيان ، ولد في جاسم من قرى حوران بسوريا سنة 188 هـ ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه ، وقدمه على شعراء عصره ، ثم تولى بريد الموصل ، فلم يتم سنتين حتى توفي بها سنة231 هـ ، كان أسمراً طويلاً فصيحاً حلو الكلام في شعره قوة وجزالة .
أرى أرأيتك إرباً إربا
من بعد : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بعصيتم .
ما أراكم : ما مصدرية مؤولة مع الفعل بعدها بمصدر مضاف لبعد .
أراكم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والميم لدلالة الجمع .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان .
تحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة ( تحبون ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
أرأيتك
لفظ مركب من ( الهمزة ) والتي هي حرف استفهام إنكاري ، والفعل الماضي ( رأى ) و ( تاء الفاعل ) و ( كاف الخطاب ) المبني على الفتح لا محل له من الإعراب . وقد تحذف همزة الفعل فتقول : أريتك .
ومنه قول الشاعر :
أريتك إن منعت كلام يحيى أتمنعني على يحيى البكاء
وأرأيتك إما أن تكون من ( رأيت ) بمعنى ( عرفت ) أو ( أبصرت ) ، فتنصب مفعولاً به واحداً وهو حرف ( الكاف ) ، وتكون الجملة الاستفهامية بعدها لا محل لها من الإعراب ، وإما أن تكون بمعنى علمت فتنصب مفعولين وهما ( الكاف ) ، والجملة الاستفهامية الواقعة بعد الفعل .
إربا إربا
ومعناها عضواً عضواً ، تقول مزقته إرباً إرباً .
وتعرب ( إرباً ) الأولى حالاً منصوبة بالفتحة ، والثانية توكيداً لفظياً للأولى منصوبة بالفتحة أيضاً .
ارتد أرضون إرون إزاء استحال
ارتد
فعلاً ناقصاً يعمل عمل ( كان ) إذا كان بمعنى ( صار ) .
نحو قوله تعالى ( ألقاه على بصره فارتد بصيراً )(1) .
فاسم ارتد ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو وبصيراً خبر منصوب بالفتحة .
ويأتي فعلاً تاماً إذا لم يكن بمعنى ( صار ) ، نحو : ارتد الأعداء مهزومين ، ومنه قوله تعالى ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم )(2) . فواو الجماعة في ارتدوا في محل رفع فاعل .
أرضون
جمع أرض اسم ملحق بجمع المذكر السالم لعدم استيفائها شروط الجمع ويأخذ إعرابه .
رفعاً بالواو ، نحو : لله الأرضون وما عليها .
ونصباً بالياء ، نحو : يرى الله الأرضين ومن عليها .
وجراً بالياء ، نحو : اقتطعت من الأرضين جزءاً للزراعة .
إرون
جمع إرة ، بمعنى النار أو موضوعها ، وهو اسم ملحق بجمع المذكر السالم ويأخذ إعرابه – أنظر أرضون .
إزاء
ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة بمعنى ( مقابل ) .
تقول : جلست إزاء النافذة .
استحال
استحال : فعل ماض ناقص تعمل عمل كان لأنها بمعنى ( صار ) .
ـــــــــــــ
(1) يوسف [96] (2) محمد [25] .
استحال أصبح
نحو : استحالت النار رماداً ، واستحالت الصحراء أرضاً خضراء .
ويأتي فعلاً إذا كان بمعنى الاستحالة أي عدم تحقيق الشيء .
تقول : استحالت المصالحة بين المتخاصمين ، المعنى : لم تتحقق المصالحة ، فالمصالحة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
أصبح
تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً تام التصرف يعمل عمل كان ويفيد اتصاف المبتدأ بخبره وقت الصباح .
نحو : أصبح الجو معتدلاً .
ومنه قوله تعالى ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً )(1) .
وهي تعمل في صيغة الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسم الفاعل .
وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوع إذا كانت بمعنى الدخول في الصباح ، نحو قوله تعالى ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون )(2) .
فواو الجماعة في تصبحون في محل رفع فاعل .
ــــــــــــ
(1) القصص [10] .
(2) الروم [17] .
اصطلاحاً أصلاً آض أضحى
اصطلاحاً
حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، نحو قولهم : الإعراب اصطلاحاً تغيير أواخر الكلمات بحسب العامل . أما كلمة ( اصطلاح ) فتعرب حسب موقعها من الجملة .
أصلاً
اسم منصوب على نزع الخافض إذا صح أن تقدر قبلها حرف الجر .
فنقول : لم ألتق به أصلاً ، والمعنى في الأصل . كما تعرب حسب موقعها من الجملة فيما عدا الحالة السابقة .
آض
تأتي فعلاً ناقصاً يعمل عمل كان إذا كانت بمعنى ( صار ) .
نحو : آض العجين خبزاً .
وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها ( الفاعل ) إذا كانت بمعنى ( رجع ) ومصدرها ( أيضاً ) .
نحو : آض الطائر إلى عشه .
أضحى
فعل ناقص من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر ، وتفيد توقيت المخبر عنه بالضحى .
نحو : أضحت الآبار كثيرة المياه ، ومنه قول ابن زيدون * :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيان تجافينا
ومنه قول النابغة الذبياني ** :
أضحت خلاء وأضحت أهلها احتملوا أخنى عليها الذي أخنى على لُبد
وتأتي أضحى فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها إذا أفادت الدخول في الضحى .
نحو : أضحى وهو معتل ، وبقي الرجل في مكانه حتى أضحى .
ـــــــــــــ
* ابن زيدون : هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي الأندلسي المولود سنة 354 هـ ، الكاتب الشاعر ذو الوزارتين نشأ في مدينة قرطبة ، وتأدب على كبار علمائها قال الشعر
وأجاده ، واتصل بابن جهور فمضى عنده ومدحه ، ثم أفسد أعداؤه ما بينهما فحبسه ، ولكنه فر من السجن واتصل بابن عباد فخصه بوزارته ، كانت له أخبار مشهورة مع ولادة بنت المستكفي وتوفي بأشبيلية سنة 463 هـ .
وأجاده ، واتصل بابن جهور فمضى عنده ومدحه ، ثم أفسد أعداؤه ما بينهما فحبسه ، ولكنه فر من السجن واتصل بابن عباد فخصه بوزارته ، كانت له أخبار مشهورة مع ولادة بنت المستكفي وتوفي بأشبيلية سنة 463 هـ .
** النابغة الذبياني : هو أبو أمامة زياد بن معاوية بن جناب الذبياني ، ولقب بالنابغة لقوله ( وقد نبت لهم منا شئون ) وقيل لأنه نبغ في الشعر كثيراً ، أحد فحول شعراء الجاهلية ومن الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء ، وهو أحد الأشراف الذين غض الشعر منهم ، وهو أحسنهم ديباجة وأكثرهم رونق كلام ، ليس في شعره تكلف عده بعض من أصحاب المعلقات ، وكان من ندماء النعمان بن المنذر المقربين ودب بينهما الخلاف لوشاية وقعت بينهم ، فهرب النابغة ثم عاد للنعمان متخفياً ، فأنشده قصيدة اعتذار فاستحسنها النعمان وكشف النابغة عن نفسه النقاب فعفى عنه ، توفي سنة 18 قبل الهجرة .
أضحى أعطى
نماذج من الإعراب
قال ابن زيدون :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيان تجافينا
أضحى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وهو من أخوات كان يرفع المبتدأ ويسمى اسمه وينصب الخبر ويسمى خبره .
التنائي : اسم أضحى مرفوع بالضمة .
بديلاً : خبر أضحى منصوب بالفتحة ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
من تدانينا : جار ومجرور متعلقا بالخبر قبله ، وتدانى مضاف وناء المتكلمين في محل جر مضاف إليه .
وناب : الواو حرف عطف ، ناب : فعل ماض مبني على الفتح .
عن طيب : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بناب ، وطيب مضاف .
لقيانا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر ، ولقيا مضاف ، وناء المتكلمين في محل جر مضاف إليه .
تجافينا : فاعل لناب ، وتجافى مضاف ، والنا في محل جر مضاف إليه .
وجملة ناب ... إلخ معطوفة على الجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أعطى
فعل ماض ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وأحدهما فاعل في المعنى .
نحو : أعطيت الفقير زكاة مالي .
ومنه قول الشاعر :
الله أعطاك فاشكر فضل نعمته أعطاك ملك التي ما فوقها شرف
أعطى أعلم
فالكاف في أعطاك الثانية مفعول به أول ، وملك مفعول به ثان .
ونحو : أعطيت محمداً الكتاب .
فمحمداً : مفعول به أول وهو فاعل في المعنى لأن العطاء تام به ، والأصل تقديم ما كان فاعلاً في المعنى ، وهذا التقديم واجب في ثلاثة مواضع هي :
1 ـ عند حصول اللبس ، نحو : أعطيت محمداً أحمداً .
2 ـ عند الحصر : أي حصر المفعول الثاني ، نحو : ما أعطيت علياً إلا ديناراً .
3 ـ أن يكون المفعول به الثاني اسماً ظاهراً والأول ضميراً متصلاً كما في بيت جرير السابق ، ومنه قوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر )(1) .
ويجب تأخير ما كان فاعلاً في المعنى في ثلاثة مواضع هي :
1 ـ عند الحصر أي حصر المفعول به الثاني في الأول .
نحو : ما أعطيت الكتاب إلا محمداً .
2 ـ إذا كان المفعول الأول اسماً ظاهراً والثاني ضميراً متصلاً .
نحو : الريال أعطيته علياً .
3 ـ أن يكون مشتملاً على ضمير يعود على الثاني .
نحو : أعطيت الصدقة مستحقها .
أعلم
فعل ماض يتعدى لثلاثة مفاعيل لزيادة الهمزة التعدية عليه وأصله علم الذي نصب مفعولين . تقول : أعلمت المعلم محمداً نشيطاً .
وإذا كان أعلم منقولاً من علم الذي بمعنى ( عرف ) المتعدي لواحد فإنه يتعدى لاثنين فقط بواسطة همزة التعدية .
نحو : أعلمته خبراً يفرحه .
ـــــــــــــ
(1) الكوثر [1] .
أعني التفسيرية أفٍ أك أكتع
أعني التفسيرية
تعرب إعراب الفعل المضارع المجرد والياء مفعول به ، والفرق بينهما وبين (أي) التفسيرية أنها تأتي لدفع السؤال وإزالة الإبهام أما (أي) فيفسر بها للإيضاح والبيان.
أفٍ
اسم فعل مضارع بمعني ( أتضجر ) ، ويدل اسم الفعل على ما يدل عليه الفعل ، ولكنه لا يقبل علامته ، نحو قوله تعالى ( فلا تقل لهما أفٍ )(1) .
ويعرب اسم الفعل فعل مضارع مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
وأف
بدون تنوين تعني الضجر من شيء معين ومع التنوين أتضجر من كل شيء .
وفيها عشر لغات جمعها ابن مالك في قوله :
فأف ثلث ونون إن أردت وقل أفى وأفي وأف وأفه تصب
أك
فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وماضيه كان الناقصة يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، وأصله يكن حذفت نونه للتخفيف ، نحو قوله تعالى ( ولم أك بغياً )(2) ، ومنه قول الشاعر :
فإن أك قد أوتيت مالاً فلم أكن به بطراً فالحال قد يتحول
أكتع وأكتعون
لفظ لتوكيد الشمول يستعمل استعمال ( أبتع ) نحو : غادر الحجاج كلهم أجمع أكتع مكة المكرمة . وكذا أكتعون : تستعمل استعمال أبتعون ولها أحكامها .
نحو : حضر المدعون كلهم أجمعون أبتعون ... إلخ – أنظر أبتع .
ـــــــــــــ
(1) الإسراء [23] (2) مريم [20] .
0 comments:
Post a Comment