المدة أ ب


المدة      أ ب

المدة
     حرف لنداء البعيد ، أو ما في حكمه كالنائم ، والساهي ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، نحو : آ محمد ، آ يوسف ، ويعرب الاسم منادى علم مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف .

أب
     اسم من الأسماء الستة يرفع بالواو إذا أضيف ، وكانت إضافته لغير ياء المتكلم ، نحو : قوله تعالى ( وأبونا شيخ كبير )(1) ، وقوله تعالى ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء )(2) ، وينصب بالألف ويجر بالياء بنفس الشروط السابقة مثال النصب قوله تعالى ( ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً )(3) ، وقوله تعالى ( وجاءوا أباهم عشاءً يبكون )(4) ، ومثال الجر قوله تعالى ( إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك )(5) .
     ويجوز في ( أب ) الإعراب بحركات مقدرة على الألف رفعاً ونصباً وجراً ، وإن استوفت الشروط الآنفة الذكر ، وهي إحدى لغات القبائل العربية ، وقد تكلم بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في موضعين :
     قال في الموضع الأول : ( ما صنع أبا جهل ) فرفع ( أبا ) بالضمة المقدرة على الألف ، وقال في الموضع الثاني : ( لا وتران في ليلة ) ، فنصب ( وتران ) بالفتحة المقدرة على الألف وحقه في المثال الأول أن يقول : ما صنع أبو جهل ، وفي المثال الثاني ( لا وترين في ليلة ) نصباً بالياء .
ــــــــــــــــــ
(1) القصص [23]         (2) مريم [28]         (3) يوسف [16] .
(4) يوسف [16]           (5) الممتحنة [4] .
أب

     ومنه قول الشاعر * :
                  إن أباها وأبا أباها         قد بلغا في المجد غايتاها
     والشاهد في البيت قوله : ( أباها ) في الموضع الثاني من صدر البيت ، فجر المضاف إليه بكسرة مقدرة على الألف وحقه أن يقول ( وأبا أبيها ) جراً بالباء .

نماذج من الإعراب
     قال الله تعالى ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ) .
قالتا : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء حرف تأنيث ساكن لا محل له من الإعراب ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل .
لا نسقي : لا نافية لا عمل لها ، نسقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، وجملة لا نسقي في محل نصب مقول القول .
حتى يصدر : حتى حرف جر يفيد التعليل ، يصدر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، وأن والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر بحتى .
الرعاء : فاعل مرفوع بالضمة .
ـــــــــــــــ
     * أبو النجم العجلي : هو المفضل ، وقيل الفضل بن قدامة بن عبد الله بن عبد الله بن الحارث العجلي ، راجز من رجاز الإسلام المعدودين ، وأحد الفحول المتقدمين في طبقة الرجاز ، وفد على هشام بن عبد الملك ، وراجز رؤبة بن العجاج وتوفي في أواخر الدولة الأموية . تنبيه : لقد اختلف في نسبة البيت السابق أهو لأبي النجم العجلي ، أم لرؤبة بنالعجاج ، وقد ترجمنا لأبي النجم ، وستأتي ترجمة رؤبة بن العجاج في موضعها .
أب
وأبونا : الواو للحال ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أبو مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر مضاف إليه .
شيخ : خبر مرفوع بالضمة .
كبير : صفة مرفوعة بالضمة لشيخ .
     والجملة الاسمية ( وأبونا شيخ ... الخ ) في محل نصب حال ، والعائد الواو والضمير معاً .
     قال الشاعر :    إن أباها وأبا أباها         قد بلغا في المجد غايتاها
إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، لاسمه رافع لخبره ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
أباها : أبا : اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف وضمير الغائبة في محل جر مضاف إليه ، ويجوز نصب ( أبا ) بالفتحة المقدرة على الألف كما هو الشاهد في البيت .
وأبا : معطوف على ما قبله منصوب بالألف وهو مضاف .
أباها : أبا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف في لغة من يعرب الأسماء الستة بحركات مقدرة على الألف ، وأبا مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
قد بلغا : قد حرف تحقيق ، بلغا : فعل ماض مبني على الفتح وألف الاثنين في محل رفع فاعل .
في المجد : جار ومجرور متعلقان ببلغ .
غايتاها : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف ، ويجوز نصبه بالألف على المشهور في الأسماء الستة ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
     والجملة الفعلية ( قد بلغا ... الخ ) في محل رفع خبر إن .
إبان        إبانئذٍ        ابتدأ

إبان
     ظرف زمان بمعنى ( حين ) منصوب بالفتحة ويضاف إلى الفرد ، نحو : زرت القاهرة إبان الصيف .
     كما يضاف إلى الجملة اسمية كانت أو فعلية .
     مثال إضافته إلى الجملة الاسمية : زرت فلسطين إبان الاحتلال الصهيوني مستمر ، ومثال الجملة الفعلية : غادرت فلسطين إبان اشتعلت الحرب .

إبانئذٍ
     لفظ مركب من ( إبان ) و ( إذ ) وتعرب إعراب حينئذٍ ، وعندئذ .

ابتدأ
     وتأتي لحالتين :
الحالة الأولى : فعلاً ماضياً تاماً ، نحو : ابتدأ الحفل الساعة الثامنة مساء .
     فابتدأ فعل ماض مبني على الفتح ، والحفل فاعل مرفوع بالضمة .
الحالة الثانية : فعلاً ناقصاً إذا كان بمعنى ( شرع ) ، ويشترط فيه أن يكون خبره جملة فعلية مضارعية غير مقترنة ( بأن ) .
     نحو : ابتدأ الطلاب يفدون إلى المدارس .
     فابتدأ : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، الطلاب : اسم ابتدأ مرفوع بالضمة .
     يفدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر ابتدأ .

أبتع        أبدا

أبتع
     لفظ ممنوع من الصرف لتقوية التوكيد المعنوي ، يأتي بعد لفظ ( أجمع ) كما تأتي ( أجمع ) بعد ( كل ) ويُعرب توكيداً حسب موقع الاسم المؤكد قبله .
     نحو : جاء الطلاب كلهم أبتع .
     جاء الطلاب : فعل وفاعل ، كلهم : توكيد معنوي للطلاب مرفوع بالضمة ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، أجمع : توكيد للطلاب مرفوع بالضمة .
     أبتع : توكيد للطلاب مرفوع بالضمة ، وهكذا في حالة النصب والجر .
     نقول : رأيت الطلاب كلهم أجمع أبتع ، بنصب كل ، وأجمع ، وأبتع ، لأنها توكيد للطلاب الواقعة مفعولاً به .
     ومع الجر نقول : سلمت على القادمين كلهم أجمع أبتع ، بجر كل ، وأجمع ، وأبتع ، لأنها مؤكدات للقادمين المجرورة .
     وتجمع أبتع جمع مذكر سالماً فنقول : حضر العمال كلهم أجمعون أبتعون ، وتعرب إعراب أبتع مع ملاحظة فارق علامات الإعراب بين المفرد وجمع المذكر السالم .

أبداً
     من ظروف الزمان المعربة ، ويأتي لتأكيد الزمن المستقبل .
     نحو : لا أهمل عملي أبداً ، ومنه قوله تعالى ( إنا لن ندخلها أبداً )(1) ، وقوله تعالى ( خالدين فيها أبداً )(2) .
ـــــــــــــــــ
(1) المائدة [24]            (2) التغابن [9] .

أبداً       أبصع       ابن
خالدين : حال منصوب بالياء ( وصاحب الحال هو الضمير المتصل في ( ندخله ) العائد على ( من ) الموصولة التي تصلح للفرد وللجمع في قوله تعالى ( ومن يؤمن ... وندخله ) .
فيها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بخالدين .
أبداً : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بخالدين أيضاً .

أبصع
     كلمة يؤكد بها تأكيداً شمولياً تابعاً لأجمع ولا تقدم عليها .
     نحو : دفعت المال أجمع أبصع .
     وتجمع جمع مذكر سالماً فنقول : أبصعون ، نحو : حضر المدعون أجمعون أبصعون . أنظر أبتع .

ابن
     أصله ( بنو ) بفتح الباء والنون ، لأنه يجمع جمع مذكر سالماً على ( بنون ) ، وبنين رفعاً ونصباً وجراً . أما جمع القلة فعلى ( أبناء ) ولا يتغير في جمع السلامة غير أنه يتغير في جمع القلة .
     أما في ما لا يعقل فتجمع ( ابن ) جمع مؤنث سالماً فنقول في ( ابن لبون ) : بنات لبون ، ( وابن عرس ) : بنات عرس ، ( وابن مخاض ) : بنات مخاض ، وقد يضاف ( ابن ) إلى ما يخصصه لملابسة بينهما ، نحو : ابن السبيل ، أي : المار في الطريق وتعني المسافر .
     ومنه قولهم ( ابن الحرب ) أي متعهدها ، وقائم بإشعالها وحمايتها .
     وإذا وقعت كلمة ( ابن ) بين اسمين علمين بقصد الإخبار ، كتبت بالألف وأعربت خبراً ، نحو : زيد ابن ثابت .
ابن

     فزيد مبتدأ ، وابن خبر ، وهو مضاف ، وثابت مضاف إليه ، ونحو : نعم زيد ابن ثابت .
     فزيد فاعل نعم مرفوع وابن مخصوص بالمدح ، يجوز فيه الرفع على الخبرية لمبتدأ محذوف تقديره هو أو مبتدأ والجملة قبله خبر .
     أما إذا لم تقع كلمة ( ابن ) موقع الإخبار وكانت بين علمين ثانيهما والد الأول ولم تثن ولم تجمع تحذف ألفها إذا لم تكتب في أول السطر ، وتعرب نعتاً للاسم الأول أو عطف بيان أو بدلاً منه .
     نحو : عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين .
     وكان عمرو بن العاص داهية العرب .
     وإذا كتب ( ابن ) في أول السطر تثبت الألف ، نحو : كان الخليفة علي ابن أبي طالب إماماً ورعاً .
     وكذلك إذا لم تقع بين علمين تعرب حسب موقعها من الجملة رفعاً ونصباً وجراً .
نحو : كان ابن الخطاب خليفة عادلاً ، ورأيت ابن عمي في إجازة الصيف ، والتقيت بابن أخي في القاهرة .
     كما يجوز في العلم المنادى الموصوف ( بابن ) الضم والفتح والأحسن الفتح ، نحو : يا أحمدُ بنُ يزيد ، ويا أحمدُ بنَ يزيد ، ويا أحمدُ ابنَ يزيد .
     ومنه قول الراجز * :
            يا حكمَ بنَ المنذر بنِ الجارود         سرادق المجد عليك ممدود
ــــــــــــــــــ
* ينسب البيت لأحد رجاز بني الحرماز ، وهو منسوب لرؤبة في ملحقات ديوانه أيضاً .

ابن       ابنم

     ومنه قول العجاج بن رؤبة * :
( يا عمرَ بنَ معمر لا منتظر )
     والشاهد في هذا البيت والذي قبله إتباع الموصوف وهو كلمة ( عمر ) وكلمة ( حكم ) في البيت السابق للصفة ، وهي كلمة ( ابن ) ، لأن النعت والمنعوت كاسم ضم إلى اسم وهو شبيه في ذلك بقولهم : يا تيم عدي ، وبقولهم ابنم وامرؤ .

     أما إذا قلنا يا أحمدَ بنُ يزيد ، أو يا أحمدُ بنَ يزيد ، فقد جعلنا كلاً من الموصوف والصفة اسماً مستقلاً عن الآخر ولا نجعلهما كالاسم الواحد ، فإن بنينا المنادى على الضم أتبعنا له الوصف ، أما على المحل فيكون مرفوع ، أو على الموضع فيكون منصوباً ، لأن المنادى المبني يكون في محل نصب كما هو في المثال الثاني : يا أحمدُ بنَ يزيد .

ابنم
     لغة ابن وقيل إنها ( ابن ) والميم زائدة للمبالغة .
ــــــــــــــــ
(1) للاستزادة راجع الكتاب لسيبويه ج 2 ص 203 ، 204 .
* العجاج بن رؤبة : هو عبد الله بن رؤبة بن حنيفة بن مالك بن قدامه التميمي ، ويقال : رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي ، ويكنى أبا الشعتاء ، والعجاج لقبه ، شاعر رجاز مشهور ولد في الجاهلية ، ثم أسلم وعاش إلى زمن الوليد بن عبد الملك ثم أفلج وأقعد ، وابنه رؤبة بن العجاج الشاعر الرجاز ذائع الصيت ، وسوف نترجم له في موضعه إن شاء الله .


ابنم       ابنه

     نحو : جاء ابن ورأيت ابنما ، ومررت بابنم ، ومنه قول حسان بن ثابت :
         ولدنا بني العنقاء وابني محرق        فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنما
     والشاهد في البيت ( ابنما ) وهي حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .
     وهمزة ابنم همزة وصل ، كما تتبع حركة النون حركة الميم في جميع حالات الإعراب ، والبعض يبقيها مفتوحة دائماً .
     وعند إضافة ابنم إلى ياء المتكلم يجوز إبقاء الميم وحذفها ، وقد تثنى كما في قول الكميت بن زيد :
           ومنا لقيط وابنماه وحاجب      مؤرث نيران المكارم لا المخبى .

ابنه
     مؤنث ( ابن ) ، وهمزتها همزة وصل ، ولها إعرابه ، وبنت لغة فيها وجمعها بنات وهو جمع مؤنث سالم .

0 comments:

Post a Comment