حرف الغين


غاق
     اسم صوت للغراب مبني على السكون .

غدا
     فعل ماض من أخوات كان بمعنى ( صار ) .
     نحو : غدا الوقت مساءً .
     ويأتي فعلاً تاماً إذا كان بمعنى ( الغدو ) .
     نحو : غدوت إلى عملي مبكراً .
     ومنه قول امرئ القيس :
           وقد أغتدي والطير في وكناتها        بمنجرد قيه الأوابد هيكل
أغتدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
والطير : الواو للحال ، الطير : مبتدأ مرفوع بالضمة .
في وكناتها : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ، والضمير في محل جر مضاف
إليه ، والجملة في محل نصب حال من فاعل أغتدي .

غداً       غداة       غدوة

غداً
     ظرف زمان منصوب بالفتحة ، ويقصد به اليوم الذي يأتي بعد يومك على أثر ثم توسعوا فيه حتى أطلق على اليوم البعيد المرتقب ، نحو قوله تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً )(1) .
     ومنه قول الشاعر :
              إذا ما صدر هذا اليوم لي        فإن غداً لناظره قريب
ومنه قول كعب بن جعيل * :
         ألا حي ندماي عميد بن عامر        إذا ما تلاقينا عن اليوم أو غداً

غداة وغدوة
     الغداة في الأصل الصحوة ، وهي مؤنثة ولم يسمع تذكيرها وجمعها غدوات ، ويقابلها العشي ، كما في قوله تعالى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي )(2) ، ومنه قول امرئ القيس :
          كأن غداة البين يوم تحملوا         لدى سمرات الحي ناقف حنظل
     أما الغدوة : فهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ، وقيل هي الصحوة الكبرى وجمعها غدوات ، ويقابلها الأصيل ، وجمعه آصال .
     نحو قوله تعالى ( النار يعرضون عليها غدواً وعشياً )(3) .
ـــــــــــــــ
(1) لقمان [24]           (2) الأنعام [52]            (3) غافر [46] .
     * كعب بن جعيل : هو كعب بن عجزة بن قمير وقيل قمير بن عجزة بن ثعلبة بن عوف بن مالك الثعلبي ، شاعر إسلامي مغلق ، كان في أول الإسلام ، وهو أقدم من الأخطل والقطامي ، وقد لحقا به وكانا معه ، وهو شاعر معاوية وأهل الشام يمدحهم ويرد عنهم ويرثي موتاهم .
غدوة        غير

     وغدوة ممنوعة من الصرف لأنها معرفة مثل ( سحر ) فإذا نكرتها تريد بها غداة ما أو غدوة ما صرفتها ، نحو : حضرت إليك غدوة طيبة .
     وغداة وغدوة من الظروف المتمكنة فتعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو : هذه غداة حسنة ، وأتيتك غداة حسنة .

غير
     تأتي ( غير ) على وجهين :
أولاً : صفة للنكرة بمعنى اسم فاعل وهو ( المغايرة ) ، نحو : جاءني رجل غير .
     ومنه قوله تعالى ( فنعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل )(1) .
     وتوصف بها المعرفة إذا أضيفت ( غير ) إلى معرفة فهي حينئذ تشبه المعرفة بإضافتها إليها ، فتعامل معاملتها وتصف بها .
     نحو قوله تعالى ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم )(2) .
ثانياً : تكون اسماً من أسماء الاستثناء ، نحو : حضر الطلاب غير طالب .
     وتعرب إعراب المستثنى بإلا ، ولذلك فيها ثلاثة أوجه من الإعراب .
1 – وجوب النصب : إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، كما في المثال السابق .
     ومنه قول الشاعر :
           كل المصائب قد تمر على         الفتى وتهون غير شماتة الحساد
2 – جواز النصب على الاستثناء والإتباع ، نحو : ما تغيب من الطلاب غير طالب أو غير طالب .
     ومنه قوله تعالى ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر )(3) .
ـــــــــــــــ
(1) فاطر [37]            (2) الفاتحة [7]             (3) النساء [95] .
غير

     وقد قرأت الآية على الوجهين النصب على الاستثناء والرفع على البدلية من المستثنى منه وهو كلمة ( القاعدون ) لأنها فاعل مرفوع .    
     ومنه قول الشاعر * :
        ولا نحالف إلا الله من أحد         غير السيوف إذا ما اغرورق النظر
3 – تعرب حسب موقعها من الكلام إذا كان الاستثناء مفرغاً .
     نحو : ما حضر غير طالب ، ومنه قول الشاعر صالح بن جناح اللخمي :
          فليس لنا غير التوكل عصمة        على ربنا إن التوكل نافع
تنبيهات :
     من المعروف أن ( غير ) ملازمة للإضافة معنى ، ولذلك لا تعرف بالإضافة اللفظية لأنها مبهمة موغلة في الإبهام ، وإنما الإضافة تفيدها التخصيص ليس
غير ، كما أنها تعرف بالألف واللام ، والقياس لا يمنع من دخولها عليها إذا قطعت عن الإضافة اللفظية ، ومع ذلك فاتصالها بالألف واللام لا يكسبها التعريف .
     نحو : قولنا : هذا ما يدعيه الغير أو البعض .
     كذلك لا تثنى ولا تجمع إلا في كلام المولدين ، فهي مفردة مذكرة دائماً وإذا أريد بها المؤنث جاز تذكير الفعل حملاً على اللفظ وتأنيثه . حملاً على المعنى .
     نحو : حضرت الطالبات غير طالبة .

ـــــــــــــــ
     * الكميت الأسدي : هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن مجالد بن ربيعة الأسدي ويكنى أبا المستهل ، شاعر مقدم عالم بلغات العرب خبير بأيامها فصيح من شعراء مضر وألسنتها والمتعصبين على القحطانية المقارعين لشعرائهم ، سكن الكوفة وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ومدح أهل البيت في أيام بني معاوية ، وقصائده الهاشميات من جيد شعره .
غير

 ثالثاً : إذا قطعت غير عن الإضافة اللفظية ، بنيت على الضم بشرط أن يتقدمها ليس ، نحو : قرأت صفحتين ليس غير .
     والتقدير : ليس غيرها مقروءاً ، وهي إحدى التعبيرات المستعملة في الاستثناء كما يجوز بناؤها على الفتح إذا أضيفت إلى المبني ، كقول الشاعر * :
    لم يمنح الشرب منها غير أن نطقت        حمامة في غصون ذات أو قال
     وقد تقع ( غير ) مبتدأ لا خبر له ، كما في قول الشاعر ( الحكمي ) :
                غير مأسوف على زمن          ينقضي بالهم والحزن
     ويرى بعض النحويين أن الجار والمجرور في البيت السابق ( على زمن ) قد يكون في محل رفع نائب فاعل سد مسد الخبر وبذلك لا يكون خبرها في البيت محذوفاً .
نماذج من الإعراب
     قال تعالى ( فنعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل ) .
نعمل : فعل مضارع مجزوم في جواب الطلب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .
صالحاً : يجوز في أن يكون صفة لمفعول به محذوف ، أو صفة نائبة عن المفعول المطلق .
غير : صفة لمصدر محذوف ، أو صفة لمفعول به محذوف ، ويجوز أن تكون مفعولاً به غير مضاف .
ـــــــــــــــ
     * أبو قيس بن الأسلت : هو أبو قيس صيفي بن الأسلت عامر بن جشم بن قحطان الأنصاري ، وقد اختلف في إسلامه ، فقيل أنه أسلم وقيل أنه وعد بالإسلام ثم سبق إليه الموت ، وابنه عقبة أسلم واستشهد في معركة القادسية . كتاب الأغاني ج 15 ، الإصابة ج 7 ص 161 .
غير

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
كنا : كان فعل ناقص ، ونا المتكلمين في محل رفع اسمها .
نعمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً ، تقديره نحن ، والجملة من نعمل في محل نصب خبر كان .
     وجملة كنا نعمل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

     قال الشاعر :
           كل المصائب قد تمر على         الفتى وتهون غير شماتة الحساد
كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . المصائب : مضاف إليه مجرور .
قد : قد للتقليل حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على المصائب .
على الفتى : جار ومجرور متعلقان بتمر ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكل .
وتهون : الواو للعطف ، تهون : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي تعود على المصائب ، والجملة معطوفة على تمر .
غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .
شماتة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف .
الحساد : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

     قال الشاعر :
        ولا نحالف إلا الله من أحد         غير السيوف إذا ما اغرورق النظر
ولا : الواو حسب ما قبلها ، لا نافية لا عمل لها .
غير

نحالف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .
إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
الله : لفظ الجلالة مستثنى منصوب بالفتحة .
من أحد : من حرف جر زائد ، أحد اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به
لنحالف ، والجار والمجرور متعلقان بنحالف .
غير السيوف : غير مستثنى يجوز في وجهان من الإعراب ، النصب على الاستثناء أو الجر على الإتباع لأنها بدل من أحد المجرور لفظاً ، وغير مضاف ، والسيوف مضاف إليه مجرورة بالكسرة .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل بعده ، وهو مضاف .
ما اغرورق : ما مصدرية ، اغرورق : فعل ماض مبني للمجهول .
النظر : نائب فاعل مرفوع ، وجملة ما اغرورق ... إلخ في محل جر بالإضافة .
     قال الشاعر :
          فليس لنا غير التوكل عصمة        على ربنا إن التوكل نافع
فليس : الفاء حسب ما قبلها ، ليس فعل ماض ناقص .
لنا : جار ومجرور متعلقان بليس .
غير : اسم ليس مرفوع بالضمة ، وغير مضاف . التوكل : مضاف إليه مجرور .
عصمة : خبر ليس منصوب .
على ربنا : جار ومجرور ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالمصدر وهو التوكل الأول .
إن : إن حرف مشبه بالفعل . التوكل : اسم إن منصوب . نافع : خبر إن مرفوع . 
     " قرأت صفحتين ليس غير " .
قرأت : فعل وفاعل . صفحتين : مفعول به منصوب بالياء .
ليس : فعل ماض ناقص .
غير : اسم ليس مبني على الضم في محل رفع ، والخبر محذوف تقديره : ليس غيرها مقروءاً .
     قال الشاعر :
                غير مأسوف على زمن          ينقضي بالهم والحزن
غير : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
مأسوف : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
     وخبر غير إما أن يكون محذوفاً ، وإما أن يكون الجار والمجرور (على زمن) سد مسد الخبر .
على زمن : جار ومجرور متعلقان بمأسوف ، على أنه نائب فاعل سد مسد خبر غير ( عند بعض النحويين ) وعند البعض الآخر خبرها محذوف .
ينقضي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والجملة الفعلية في محل جر صفة لزمن .
بالهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في ينقضي .
والحزن : الواو للعطف ، الحزن معطوف على ( بالهم ) .

0 comments:

Post a Comment