حرف الدال


دام
     تأتي فعلاً ناقصاً من أخوات كان ملازم لصيغة الماضي ، يرفع المبتدأ ويسمى اسمه ، وينصب الخبر ويسمى خبره بشرط أن يسبق الفعل ( ما ) المصدرية الظرفية .
     نحو قوله تعالى ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا )(1) .

الإعراب
ما : حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
دمت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم ( دام ) .
حيا : خبر دام منصوب بالفتحة ، والمصدر المؤول من ( ما دمت حيا ) في محل نصب مفعول به .
     ومنه قوله تعالى ( لن ندخلها أبداً ما داموا فيها )(2) .
ــــــــــــــ
(1) مريم [31]                (2) المائدة [24] .
دام       درى

     وتأتي فعلاً ماضياً تاماً ، إذا توفرت فيها الشروط الآتية :
1 ـ إذا سبقت بما المصدرية غير الظرفية .
     نحو قوله تعالى ( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض )(1) .

الإعراب
ما : مصدرية غير ظرفية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
دامت : فعل ماض تام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
السموات : فاعل مرفوع بالضمة .
والأرض : معطوف على السموات مرفوع بالضمة .
2 ـ إذا سبقت بما النافية ، نحو : ما دام الوفاء .
ما : نافية مبنية على السكون لا عمل لها .
دام : فعل ماض مبني على الفتح . الوفاء : فاعل مرفوع بالضمة .
3 ـ إذا لم تسبق بما ، نحو : دمتم أعواناً للخير ، أي : بقيتم أعواناً للخير .
فدمتم : فعل وفاعل . أعواناً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .

درى

     يأتي فعلاً متعدياً إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، إذا كان بمعنى ( علم ) أو ( اعتقد ) وهو من أفعال القلوب ، ويفيد في الخبر اليقين .
ــــــــــــــ
(1) هود [107] .
درى

     نحو : دريت الصدق منجاة من الهلاك .
     ومنه قول الشاعر * :
         دريت الوفى العهد يا عرو فاغتبط        فإن اغتباطاً بالوفاء حميد
والشاهد قوله : دريت الوفى .
دريت فعل ماض مبني للمجهول ، وتاء المخاطب نائب فاعله وهو المفعول به الأول .
الوفى : مفعول به ثان .
     ويجوز في كلمة ( العهد ) ثلاثة وجوه من الإعراب .
     الرفع على الفاعلية ( للوفى ) أو النصب على التشبيه بالمفعول به أو الجر بالإضافة .
     والغالب في درى أن يتعدى ( بالباء ) إلى مفعول واحد .
     نحو : دريت بالخبر .
     فإن دخلت عليه همزة التعدية والتي تسمى بهمزة النقل أيضاً ن تعدى إلى مفعول به بنفسه وإلى الآخر بالياء .
     نحو قوله تعالى ( قل لو يشاء الله ما تلوته عليكم ، ولا أدراكم به )(1) ، فالكاف في أدراكم في محل نصب مفعول به أول ، وبه : الباء حرف جر زائد ، والضمير مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به ثان .
     ويأتي فعلاً ماضياً بمعنى خدع أو ختل ، فيتعدى لمفعول به واحد .
     نحو : دريت اللص ، أي : خدعته .
ــــــــــــــــ
(1) يونس [16]             * الشاهد بلا نسبة في مصادره .

دراك       دواليك      دون

دراك

     اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى ( أدرك ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، نحو : دراك أخال .

دواليك

     كلمة دالة على التثنية ، تفيد الكثرة والجمع ، ومعناه تداولاً بعد تداول ، أي تناوباً في طاعتك ، وتعرب مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف .
     نقول : فعلناه مرة تلو أخرى ، وهكذا دواليك .
     ومنه قولهم : أعاد الكرة مرة أخرى ، وهكذا دواليك .
تنبيه : أما تجويز سيبويه إعراب ( دواليك ) حالاً بتقدير نفعله متداولين فضعيف من وجهين :
الأول : التعريف ، والثاني : لأن المصدر الموضوع للتكثير لم يثبت فيه غير كونه مفعولاً مطلقاً على الرأي الصحيح .

دون

1 ـ تأتي ظرف مكان بمعنى ( أمام أو قبل ) ، نحو : وقفت دونه .
     وفي هذا الموضع تكون منصوبة على الظرفية .
     ومنه قوله تعالى ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول )(1) .
دون      دونك      دونما

2 ـ وتأتي اسماً مجروراً بمن ويكون بمعنى ( غير ) ، نحو : كافأناه من دون عمل .
     ومنه قوله تعالى ( مالك من دون الله من ولي ولا نصير )(2) .
     وقوله تعالى ( ولا يجدون لهم من دون الله ولياً )(3) .
     ومنه قول الشاعر زهير :
       ومن يجعل المعروف من دون عرضه      يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
3 ـ وقد تأتي ( دون ) اسماً بمعنى ( حقير )(4) .
     فنقول : ثوب دون ، ورجل دون ، أي : حقير .

دونك

     اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى ( خذ ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، نحو : دونك الكتاب ، أي خذه ، ودونك الشراب .
     ومنه قول صبية لأمها * : " دونكها يا أم لا أطيقها " .

دونما

     لفظة مركبة من ( دون ) و ( ما ) الزائدة ، نحو : حضرت دونما موعد .
ــــــــــــــ
(1) الأعراف [205]          (2) البقرة [107] .
(3) النساء [173]             (4) راجع شرح المفصل لابن يعيش ج2 ص129 .
     * الشاهد بلا نسبة في مصادره .
دون      دونك

نماذج من الإعراب
     قال تعالى ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول ) .
واذكر : الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، اذكر : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
ربك : مفعول به ، ورب مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
في نفسك : في نفس جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال ، ونفس مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
تضرعاً : إما أن يكون مفعولاً لأجله منصوب بالفتحة ، وإما أن يكون مصدراً وقع موقع الحال ، والتقدير متضرعين .
وخفية : الواو حرف عطف ، خفية معطوف على ( تضرعاً ) له وجها إعرابه .
ودون : الواو حرف عطف ، دون ظرف متعلق بمحذوف معطوف على في نفسك ، والتقدير في السر وفي الجهر ، ودون مضاف ، والجهر مضاف إليه مجرور بالكسرة .
من القول : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال .

     قال الشاعر :
       ومن يجعل المعروف من دون عرضه      يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن : الواو حرف عطف ، من : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يجعل : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على ( من ) .
دون      دونك

المعروف : مفعول به .من دون : جار ومجرور متعلقان بالفعل يجعل ودون مضاف .
عرضه : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وعرض مضاف ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
يفره : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على ( من ) أيضاً ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
     وخبر المبتدأ ( من ) مختلف فيه ، فقيل جملة فعل الشرط ، وقيل جملة جواب الشرط ، وقيل جملة الفعل والجواب معاً ، أما ابن هشام فرجح جملة فعل الشرط بأنها الخبر ، والراجح عندي جملة الفعل والجواب معاً لتمام المعنى بهما .
     وجملة المبتدأ وخبره معطوفة على ما قبلها .
ومن : الواو حرف عطف ، من : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
لا يتق : لا نافية لا عمل لها ، يتق فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على ( من ) .
الشتم : مفعول به منصوب بالفتحة .
يشتم : فعل مضارع مبني للمجهول جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الكسر العارض لضرورة الشعر ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود أيضاً على (من) .
     وخبر المبتدأ ( من ) مختلف فيه كما بينا سابقاً ، والجملة الاسمية معطوفة على ما سبقها .

دون      دونك

     " دونكها يا أم لا أطيقها " .
دونكها : دونك اسم فعل أمر بمعنى خذي مبني على الكسر لخطاب المؤنثة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وضمير الغائبة مفعول به مبني على السكون في محل نصب .
يا أم : يا حرف نداء ، أن منادى ، وأصله أمي فحذفت ياء المتكلم ، ويجوز في أم ثلاثة أوجه من الحركات .
     حركة الكسر للدلالة على ياء المتكلم المحذوفة ، والفتح على تقرير أن ياء المتكلم انقلب ألفاً بعد فتح ما قبلها ثم حذفت الألف وبقيت الفتحة للدلالة على تلك الألف ، والضم على أنك قطعت النظر عن الياء وجعلته منادى مبنياً .
لا أطيقها : لا نافية ، أطيقها : أطيق فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، وضمير الغائبة في محل نصب مفعول به .

0 comments:

Post a Comment