حرف الميم


حرف الميم

1 – حرف من حروف الزيادة التي تجمعها كلمة ( سألتمونيها ) .
2 – حرف بدل من لام التعريف في لغة ( طي ) وقيل هي لغة أهل اليمن .
     ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه النمر بن ثولب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ليس من أمبر أمصبيام في أمسفر " .
     ومنه قول عبد الله بن عتبة * :
            ذا خليلي وذو يواصلني        يرمي ورائي بامسهم وامسلمه
3 – حرف للدلالة على جمع الذكور العقلاء ، فحولهم ، كتبكم ، كتبتم ... إلخ .
4 – وتأتي حرف استفهام حذف ألفه لدخول حرف الجر عليه ، نحو : لم ، عم ، إلام .
     ومنه قوله تعالى ( عم يتساءلون )(1) .
     وقوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله )(2) .
5 – وتأتي حرفاً للقسم بضم الميم ، نحو : قولك : م الله .
      فالميم في ذلك حرف جر يدل على القسم عند بعض النحاة ، والله أعلم .
ـــــــــــــــ
(1) أنظر إلام ص 104 ، وعم ص 340 .
(2) النبأ [1] .
(3) آل عمران [98] .
     * عبد الله بن عتبة : هو عبد الله بن عتبة بن حرثان بن ثعلبة بن ذويب ينتهي نسبه إلى إلياس بن مضر شاعر إسلامي مخضرم ، شهد القادسية وكان متزوجاً من بني شيبان ، نازلاً فيهم وهو ابن أختهم ، والبيت في العيني لبحير بن غنمة الطائي ، أنظر حاشية الصبان ج1 ص157 .
ما

     تنقسم ( ما ) إلى قسمين :
1 – ما الاسمية .                     2 – ما الحرفية .
أولاً : ما الاسمية : تنقسم إلى أنواع هي :
1 – اسم موصول لغير العاقل بمعنى الذي مبني على السكون ، وتعرب حسب موقعها من الكلام ، كقوله تعالى ( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض )(1) .
     ومنه قول ابن زيدون :
         فانحل كان معقوداً بأنفسنا         وانبت ما كان موصولاً بأيدينا
     ومنه قول العباس بن الأحنف * :
      فلو علمت فوز بما كان بيننا       لقد كان منها بعض ما كنت أرهب
2 – اسم شرط لغير العاقل يجزم فعلين ويربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة ، كقوله تعالى ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها )(2) .
     ومنه قول الفرزدق :
    وما تحي لا أرهب وإن كنت جازما      ولو عد أعدائي على لهم ذحلا
     ومنه قول زهير :
         فما يك من خير أتوه فإنما      توارته آباء أبناء آبائهم قبل
     وتعرب ما الشرطية إعراب مهما (3) .
ـــــــــــــــ
(1) النحل [49]          (2) البقرة [106]           (3) أنظر إعراب مهما ص545 .
     * العباس بن الأحنف : هو أبو الفضل العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة الحنفي اليمامي الشاعر المشهور شاعر بغداد ، رقيق الحاشية لطيف الطباع ، وجل شعره في الغزل ، وله مع الرشيد أخيار ، كان جميل المنظر نظيف الثوب حسن الألفاظ كثير النوادر شديد الاحتمال طويل المساعدة ، توفي سنة 193 هـ .
ما

1 ـ تأتي في محل رفع مبتدأ إذا كان فعل الشرط متعدياً وقد استوفى مفعوله ، أو كان لازماً لا يحتاج إلى مفعول ، وخبره جملة الشرط في محل رفع .
2 ـ في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصاً ولم يستوف خبره .
3 ـ في محل نصب مفعول به إذا كان فعل الشرط متعدياً ولم يستوف مفعوله .
4 ـ في محل نصب مفعول مطلق إذا دلت على حدث .
3 – اسم استفهام لغير العاقل ويعرب بحسب موقعه من الجملة ، كقوله تعالى ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم )(1) .
     وقوله تعالى ( وما تلك بيمينك يا موسى )(2) .
     ومنه قول المتنبي :
      أين الذي الهرمان من بنيانه       ما قومه ؟ ما يومه ؟ ما المصرع ؟
     ومنه قول الشاعر * :
           وإن تغل أحد منا منيته         فما الذي بقضاء الله يصنعه
4 – نكرة ناقصة موصوفة بمعنى ( شيء ) .
     نحو : مررت بما معجب لك ، والتقدير : بشيء معجب لك .
     ومنه قول الشاعر ** :
       لما نافع يسعى اللبيب فلا تكن       لشيء بعيد نفعه الدهر ساعيا
ـــــــــــــــ
(1) النساء [147]              (2) طه [170] .
     * ابن زريق البغدادي : هو أبو الحسن بن زريق البغدادي ، أحد شعراء العصر العباسي الثالث ، أصابته فاقة فرحل إلى الأندلس وقد خلف وراءه أهله وزوجته ، وفي الأندلس اعتل ومات تاركاً قصيدة الأولى والأخيرة عند رأسه ، وقد كانت وفاته سنة 420 هـ .
     ** الشاهد بلا نسبة في مصادره .
ما

5 – نكرة تامة خاصة بمعنى ( شيء ) لا تحتاج إلى وصف ، وتكون في محل رفع مبتدأ إذا تلاها نكرة ، أو خبراً مقدماً إذا تلاها معرفة ، ولا تكون إلا في أسلوب التعجب ، والمدح والذم .
     مثال التعجب : ما أجمل الصباح .
     ومنه قول العباس بن الأحنف :
     ما أقدر الله أن يدني على شحط       جيران دجلة من جيران جيحانا
     ومنه قول الطغرائي :
     ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا       وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
     ومثال المدح والذم : نعما زيد ، وبئسما تزويج ولا مهر والتقدير : نعما شيئاً .
     ومنه قوله تعالى ( إن الله نعما يعظكم به )(1) ، والتقدير : نعم هو شيئاً .
     و ( ما ) في ذلك وجوه في الإعراب أشهرها :
1 ـ إذا تلاها اسم كما في المثالين الأولين ، كانت ما نكرة غير موصوفة في موضع نصب على التمييز ، والفاعل مضمر أو معرفة تامة وهي الفاعل .
2 ـ إذا تلاها فعل كما في المثال الثالث كانت ( ما ) نكرة منصوبة على التمييز ، والفعل بعدها صفة لمخصوص محذوف .
     أو نكرة منصوبة على التمييز أيضاً ، والفعل صفة لها ، والمخصوص محذوف .
     أو كانت ( ما ) اسماً تاماً معرفة ، وهي فاعل فعل المدح أو الذم ، والمخصوص محذوف ، والفعل صفة له .
     أو موصولة والفعل صلتها ، والمخصوص محذوف ، وهذا أضعف الوجوه .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [271] .
ما

6 – وتكون ( ما ) معرفة تامة بمعنى ( الشيء ) وهي الواقعة بعد فعلي المدح والذم ، نحو قوله تعالى ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي )(1) .
     والتقدير : فنعم الشيء هي .
7 – وتكون صفة للإبهام ، ويسميها البعض نكرة إبهامية .
     كقوله تعالى ( إن الله يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة )(2) .
     والتقدير : مثلاً من الأمثال .
     ومنه قولهم : لآمر ما يسود من يسود .
ثانياً : ما الحرفية : وتنقسم إلى الآتي :
1 – ما النافية .         2 – ما المصدرية .         3 – ما الزائدة .
أولاً : ما النافية :
أ ـ ما النافية العاملة عمل ليس ، وهي تعمل بالشروط الآتية :
1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها .
2 ـ ألا ينتقض نفيها بإلا .
3 ـ ألا يتلوها ( أن ) .
4 ـ ألا يتقدم غير ظرف أو جار ومجرور من معمول خبرها على اسمها .
     فإذا توفرت الشروط السابقة عملت ما النافية عمل ليس رفعاً للاسم ونصباً للخبر ، ولا يبطل عملها إذا لم تستوف الشروط السابقة .
     كقوله تعالى ( ما هذا بشراً )(3) .
     ومنه قول المتنبي :
       ما الشوق مقتنعاً مني بذا الكبد       حتى أكون بلا قلب ولا كبد
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [271]           (2) البقرة [16]           (3) يوسف [31] .
ما

     ومنه قول جرير :
          فما أم الفرزدق من هلال         وما أم الفرزدق من صباح
ب ـ حرف نفي لا عمل له ، ويختص بالدخول على الأفعال سواء كانت ماضية أو مضارعة ، نحو : ما جاء محمد .
     ومنه قوله تعالى ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي )(1) .
     ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
       فما راعني إلا مناد ترحلوا        وقد لاح مفتوق من الصبح أشقرا
     ومنه قول كثير عزة :
    وما تبصر العينان في موضع الهوى      ولا تسمع الأذنان إلا من القلب
ثانياً : ما المصدرية : وهي نوعان :
أ ـ مصدرية زمانية : وهي المقدرة بمصدر ناب عن ظرف الزمان .
     كقوله تعالى ( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض )(2) .
     ومنه قول قيس بن الملوح :
        فما طلع النجم الذي يهتدى به       ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا
     ومنه قول الآخر :
          ما بين طرفة عين وانتباهتها       يغير الله من حال إلى حال
     ومنه قول امرئ القيس :
            أجارتا إن الخطوب تنوب       وإني مقيم ما أقام عسيب
ب ـ مصدرية غير زمانية : وهي المؤولة مع صلتها بمصدر ولا يحسن تقدير الوقت قبلها ، كقوله تعالى ( وضاقت عليكم الأرض بما رحبت )(3) .
ـــــــــــــــ
(1) يونس [15]           (2) هود [107]           (3) التوبة [25] .
ما

     ونحو : يسرني ما فعلت ، أي : فعلك ، ومنه قول الشاعر * :
            يسر المرء ما ذهب الليالي       وكان ذهابهن له ذهابا
ثالثاً : ما الزائدة :
أ ـ الزائدة لمجرد التوكيد ولا عمل لها ، وتزاد بين الجار والمجرور .
     كقوله تعالى ( فبما رحمة )(1) ، وقوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا )(2) .
ب ـ الزائدة عن عوض : إما عن الفعل ، كقولهم : أما أنت منطلقاً انطلقت .
     فهي زائدة عوض عن ( كان ) المحذوفة ، لأن الأصل : لأن كنت منطلقاً انطلقت ، فحذفت لام التعليل ، وحذفت كان ، وعوض عنها ( بما ) .
     أو عوض عن إضافة ، وتكون بعد أدوات الشرط ( إذ ) ( حيث ) ( كيف ) ، فنقول : إذ ما ، حيثما ، كيفما .
     كقول الشاعر ** :
           وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر       به تلف من إياه تأمر آتيا
     وكقوله تعالى ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره )(3) .
     ومنه : كيفما تعامل الناس يعاملوك .
ج ـ تزاد بعد ( إذا ) الظرفية الشرطية ، كقول الشاعر *** :
        إذا ما تريني اليوم أزجي مطيتي      أصعد سيراً في البلاد وأفرع
ـــــــــــــــ
(1) آل عمران [159]          (2) نوح [25]          (3) البقرة [144] .
     * الشاهد بلا نسبة في مصادره . ** الشاهد بلا نسبة .
     *** عبد الله السلولي : هو عبد الله بن همام بن نبيشة بن رباح بن مالك السلولي شاعر إسلامي مجيد ، جعله ابن سلام في الطبقة الإسلامية الخامسة ، رثى معاوية وحضه على البيعة لابنه يزيد .
ما

     ومنه قول الأخطل :
           إذا ما نديمي علني ثم علني        ثلاث زجاجات لهن هدير
د ـ تزاد في تركيب ( لا سيما ) ، إذا كان ما بعدها منصوب أو مجرور .
     كقول امرئ القيس :
          ألا رب يوم لك منهن صالح       ولا سيما يوم بدارة جلجل
هـ ـ وتزاد بعد كلمتي ( قليل ) و ( كثير ) .
     نحو : كثيراً ما ينفع الحذر ، وقليلاً ما ينجي الكذب .
ز ـ ( ما ) الزائدة الكافة عن العمل :
1 – تزاد بعد الحروف المشبهة بالفعل ( إن وأخواتها ) .
     كقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )(1) .
     ومنه قول المتنبي :
       وإنما نحن في جيل سواسية       شر على الحر من سقم على بدن
2 – المتصلة بفعلي ( طال ) و ( قل ) ، كقول الشاعر * :
       أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم       فطالما استعبد الإنسان إحسانا
     ونحو : قلما ينجح الكسول .
3 – بعد ( رب ) و ( ربة ) .
ـــــــــــــــ
(1) الحجرات [10] .
     * أبو الفتح البستي : هو أبو علي بن محمد بن الحسن بن محمد الكاتب البستي الشاعر المشهور ، قال عنه الثعالبي هو صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس البديع التأسيس ، وكان يسميه المتشابه ، كان كاتباً لبايتوز صاحب بست فلما فتحها الأمير ناصر الدولة أبو المنصور سبكتكين ، خصه بشئون ديوانه ، توفي سنة 400 هـ وقيل 401 هـ ببخارى .
ما

     كقول الشريف الرضي :
                  لا تيأس فربما            عظم البلاء وفرجا
4 – بعد ( كي ) ، كقول أبي العلاء :
يهاجر غابة الضرغام كيما        ينازع ظبي رمل في كناس
نماذج من الإعراب
على ( ما ) وأنواعها
1 ـ ما الموصولة : قال تعالى ( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض ) .
ولله : جار ومجرور متعلقان بالفعل يسجد .
يسجد فعل مضارع مرفوع بالضمة .
ما : اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع فاعل .
     وجملة يسجد ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
في السموات : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما .
وما في الأرض : معطوفة على ما قبلها .
     وجملة الصلة المحذوفة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
2 ـ ما الشرطية : قال تعالى ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها ) .
ما : اسم شرط جازم لفعلين في محل نصب مفعول به مقدم للفعل ننسخ .
ننسخ : فعل مضارع مجزوم وهو فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .
من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال في محل نصب لما ، والتقدير : أي شيء ننسخه حال كونه من الآيات .
أو ننسها : أو حرف عطف ، ننسها معطوف على ننسخ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، والهاء في محل نصب مفعول به .
ما

نأت : فعل مضارع مجزوم وهو جواب الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .
بخير : جار ومجرور متعلقان بنأت .
منها : جار ومجرور متعلقان بخير .
3 ـ ما الاستفهامية : قال تعالى ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم ) .
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
يفعل : فعل مضارع .
الله : لفظ الجلالة فاعل .
     وجملة يفعل الله ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
بعذابكم : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما ، والكاف في محل جر بالإضافة .
     وقيل ما نافية والجملة بعدها مستأنفة ، والباء حرف جر زائد ، وعذابكم مفعول به ، والكاف في محل جر بالإضافة ، والوجه الأول أحسن (1) .
إن : حرف شرط جازم لفعلين .
شكرتم : شكر فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل في محل جزم فعل الشرط ، والتاء في محل رفع فاعله .
     والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وجواب الشرط محذوف تقديره : فلن يفيده شيئاً .
4 ـ ما النكرة الموصوفة : قال الشاعر :
       لما نافع يسعى اللبيب فلا تكن       لشيء بعيد نفعه الدهر ساعيا
ـــــــــــــــ
(1) الوجه الأول أحسن لأن ما استفهامية وتقدير الكلام : أي منفعة له سبحانه في عذابكم ، أنظر صفوة التفاسير للدكتور محمد علي الصابوني ج1 ص313 .
ما
لما : اللام حرف جر ، ما نكرة ناقصة موصوفة بمعنى ( شيء ) في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل بعده .
نافع : صفة مجرورة لما .
يسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة .
اللبيب : فاعل مرفوع بالضمة .
فلا : الفاء استئنافية ، لا ناهية جازمة .
تكن : فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
لشيء : جار ومجرور متعلقان بساعيا الآتي .
بعيد : صفة مجرورة لشيء .
نفعه : فاعل للنعت السببي بعيد ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
الدهر : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بساعيا .
ساعيا : خبر تكن منصوب .
5 ـ ما نكرة تامة : قال الشاعر :
     ما أقدر الله أن يدني على شحط       جيران دجلة من جيران جيحانا
ما : نكرة تامة بمعنى ( شيء ) تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
أقدر : فعل ماض مبني على الفتح للتعجب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً على غير قياس تقديره أنت .
الله : لفظ الجلالة مفعول به .
     وجملة ( ما ) مع خبرها لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
أن يدني : أن حرف مصدري ونصب ، يدني فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .
على شطط : جار ومجرور متعلقان بيدني .
ما

جيران : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
دجلة : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف .
من جيران : جار ومجرور متعلقان بجيحانا ، وجيران مضاف .
جيحانا : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف .
6 ـ ما المعرفة التامة : قال تعالى ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي ) .
إن : حرف شرط جازم لفعلين .
تبدوا : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وهو فعل الشرط ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة إن تبدوا لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
الصدقات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
فنعما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، نعم فعل ماض جامد دال على إنشاء المدح وما معرفة تامة بمعنى ( الشيء ) في محل رفع فاعل لنعم ، والتقدير : نعم الشيء هي . وإذا اعتبرنا ( ما ) نكرة تامة بمعنى ( شيئاً ) فتكون ( ما ) في محل نصب على التمييز ، والفاعل ضمير مستتر ، والتقدير : نعم شيئاً هي .
     والجملة ( نعما ) في محل رفع خبر مقدم .
هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر مخصوص بالمدح .
     وجملة هي وخبرها في محل جزم جواب الشرط .
7 ـ ما صفة للإبهام :
     قال تعالى ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة ) .
إن الله : إن حرف مشبه بالفعل ، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب .
يستحيي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
     والجملة إن الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
ما

أن يضرب : أن حرف مصدري ونصب ، يضرب فعل مضارع منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جار ومجرور بحرف جر محذوف تقديره : من ضرب ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما ، هذا رأي الخليل بن أحمد .
     ويرى سيبويه أن المصدر المؤول في محل نصب على نزع الخافض ، والرأي الأول أحسن .
مثلاً : مفعول به أول على اعتبار الفعل يضرب بمعنى (يصير) فيتعدى لمفعولين .
ما : صفة منصوبة ( لمثلاً ) أو زائدة للتوكيد .
بعوضة : مفعول به ثان ، ويجوز أن تكون عطف بيان أو بدل من مثلاً .
     وهذا أقرب وجوه الإعراب في ( مثلاً ما بعوضة ) ، وفيها وجوه أخرى لا يتسع المقام لذكرها ولا نرى فيها الفائدة المرجوة (1) .
8 ـ ما النافية العاملة : قال تعالى ( ما هذا بشراً ) .
ما : حرف نفي يعمل عمل ليس مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسمها .
بشراً : خبر ما منصوب بالفتحة .
9 ـ ما النافية غير العاملة : قال الشاعر :
    وما تبصر العينان في موضع الهوى      ولا تسمع الأذنان إلا من القلب
وما : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تبصر : فعل مضارع مرفوع .
ـــــــــــــــ
(1) راجع إعراب القرآن للنحاس ج1 ص153 ، ومعاني القرآن للفراء ج1 ص22 .
ما

العينان : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى .
     وجملة تبصر العينان ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، واستئنافية إذا اعتبرنا الواو للاستئناف .
في موضع : جار ومجرور متعلقان بتبصر ، وموضع مضاف .
الهوى : مضاف إليه .
ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها .
تسمع : فعل مضارع مرفوع .
الأذنان : فعل مرفوع بالألف لأنه مثنى .
     وجملة لا تسمع الأذنان معطوفة على جملة ما تبصر .
إلا : أداة حصر لا عمل لها .
من القلب : جار ومجرور متعلقان بتسمع .
10 ـ ما المصدرية الزمانية : قال تعالى ( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض ) .
خالدين : حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم .
فيها : جار ومجرور متعلقان ( بلهم ) في الآية التي قبلها ، وقد يكون المجرور متعلق بخالدين .
ما : مصدرية زمانية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
دامت : دام فعل ماض تام مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة .
السموات : فاعل مرفوع .
والأرض : الواو حرف عطف ، الأرض معطوفة على السموات .
     وجملة ما دامت السموات بتأويل مصدر في محل نصب نيابة عن الظرفية الزمانية متعلق بخالدين .
ما

11 ـ ما المصدرية غير الزمانية :
     قال تعالى ( وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ) .
وضاقت : الواو للحال ، ضاقت فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة .
عليكم : جار ومجرور متعلقان بضاقت .
الأرض : فاعل مرفوع ، وجملة ضاقت عليكم الأرض في محل نصب حال .
بما : الباء حرف جر زائد ، ما مصدرية غير زمانية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
رحبت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي ، والمصدر المؤول من ( ما والفعل ) في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بضاقت .
12 ـ ما الزائدة : قال تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا ) .
مما : من حرف جر ، ما : زائدة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والغرض من زيادته التوكيد .
خطيئاتهم : اسم مجرور ، والهاء في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلق بالفعل أغرقوا ، والتقدير : من أجل خطيئاتهم أغرقوا .
أغرقوا : أغرق فعل ماض مبني للمجهول ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل .
13 ـ ما الكافة : قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) .
إنما : إن حرف مشبه بالفعل ، ما زائدة كافة ومكفوفة .
المؤمنون : مبتدأ مرفوع بالواو .
إخوة : خبر مرفوع بالضمة .

ماذا

1 – اسم استفهام مبني على السكون ، ويعرب بحسب موقعه من الجملة باعتباره كلمة واحدة ، نحو : ماذا أكلت ؟
     ومنه قوله تعالى ( ماذا ينفقون قل العفو )(1) .
     ومنه قول المتنبي :
        إذا لم تكن نفس النسيب كأصله      فماذا الذي تغني كرام المناصب
     ومنه قول جميل بن معمر :
       ماذا عسى الواشون أن يتحدثوا       سوى أن يقولوا أنني لك عاشق
     ولمعرفة إعراب ( ماذا ) من الجملة كغيرها من بقية أدوات الاستفهام يجب معرفة معمول فعل الجواب ، وتأخذ ( ماذا ) إعرابه ، ونوضح ذلك بالأمثلة .
     إذا قلنا : ماذا أكلت ؟ فالجواب : أكلت فاكهة ، فمعمول فعل الجواب كلمة فاكهة ، وإعرابها مفعول به ، إذن تعرب ( ماذا ) في هذه الحالة : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ، وهكذا بقية حالات إعرابها .
2 – تكون ماذا كلمة مؤلفة من ( ما ) الاستفهامية ، واسم الإشارة ( ذا ) ، وشرطها أن يليها اسم وهو المشار إليه ، نحو : ماذا الكتاب .
     وتعرب ( ما ) مبتدأ و ( ذا ) زائدة لا محل لها من الإعراب ، والكتاب خبر .
     كما يمكن اعتبار ( ذا ) بعد ( ما ) موصولة ، نحو : ماذا في الحقيبة .
     وتعرب ( ما ) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، و ( ذا ) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر ، وفي الحقيبة جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ( ذا ) . ولكن يستحسن في الإعراب الوجه الأول ( لماذا ) ليسره وسهولته وعدم التكلف فيه .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [219] .
متى

أولاً : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل إذا تلاه فعل ، نحو : متى حضرت ؟
     أما إذا تلاه اسم فيكون متعلقاً بمحذوف خبر مقدم ، والاسم بعده مبتدأ مؤخر .
     نحو قوله تعالى ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين )(1) .
     وقوله تعالى ( متى نصر الله )(2) .
     وتأتي ( متى ) ظرف زمان مبني لا يدخل عليه من الحروف سوى ( إلى ) و ( حتى ) ، نحو : إلى متى تتمادى في غيك ؟ ، ونحو : حتى متى تتغطرس ؟
ثانياً : اسم شرط لتعميم الزمان يجزم فعلين ، رابطاً لجواب الشرط بفعله مبنياً على السكون في محل نصب على الظرفية .
     كقول طرفة بن العبد :
متى يشـأ يوماً يقده لحتفه        ومـن تك في حبـل المنية ينقد
فما لي أراني وابن عمـي       مالكاً متى أدن منه ينأ عني ويبعد
     ومنه قول عمرو بن كلثوم * :
           متى ننقل إلى قوم رحانا        يكونوا في اللقاء لها طحينا

ـــــــــــــــ
(1) الأنبياء [38]              (2) البقرة [214] .
     * عمرو بن كلثوم : بن مالك بن عتاب بن زهير ، شاعر جاهلي مشهور وفارس من فرسان العرب المعدودين وأحد فتاكها ، فهو الذي فتك بعمرو بن هند وقتل النعمان بن المنذر ، وكنيته أبو الأسود ، وأخوه مرة بن كلثوم ، وأمه أسماء بنت مهلهل بن ربيعة ، أحد شعراء المعلقات وعده ابن سلام في الطبقة الجاهلية ، وقد عمر طويلاً وتوفي سنة 50 هـ عن عمر يناهز المائة والخمسين عاماً .
متى

ثالثاً : عده بعض النحاة حرف جر بمعنى ( من ) أو ( في ) وذلك في لغة هذيل ، يقولون : " أخرجها متى كمه " ، والتقدير : من كمه .
     ومنه قول الشاعر :
         أخيل برقاً متى حاب له زجل       إذا يغتر من توماضة حلجا
     وأقول : أرى غير ذلك لأن الجر بمتى لغة لبعض القبائل لا ينقاس عليه .

نماذج من الإعراب
     " متى حضرت ؟ " .
متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل بعده .
حضرت : فعل وفاعل .
     قال تعالى ( متى نصر الله ) .
متى : اسم استفهام متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .
نصر : مبتدأ مؤخر ، ونصر مضاف .
الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .
     قال الشاعر :
           متى ننقل إلى قوم رحانا        يكونوا في اللقاء لها طحينا
متى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالجواب ، وهو مضاف .
ننقل : فعل مضارع مجزوم وهو فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، وجملة ننقل في محل جر بالإضافة .
إلى قوم : جار ومجرور متعلقان بننقل .
متى

رحانا : مفعول به .
يكونوا : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون جواب الشرط ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه .
في اللقاء : جار ومجرور متعلقان بيكونوا .
لها : جار ومجرور متعلقان بطحينا .
طحينا : خبر يكون منصوب .
     وجملة يكونوا ... إلخ لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء .
مذ ومنذ
     في مذ ومنذ عدد من الأقوال والآراء وهذا دليل على عدم استقرار الرأي فيهما أهما حرفان أم اسمان ، ونحن في هذا المقام سوف لا نتعرض للخلافات والآراء ، وإنما سنذكر ما قال به النحاة ، ثم بعد ذلك سنطرح رأينا للمناقشة مفصلين القول فيهما ومرجحين الرأي الأصوب بإذن الله .
     لقد جعل النحويون في ( مذ ومنذ ) ثلاثة أوجه لا نقدم أحدها على الآخر للأهمية (1) وإنما بحسب مقتضى الحال .
أولاً : تكون مذ ومنذ حرفي جر إذا تلاهما اسم مجرور .
     نحو : ما رأيته مذ يومين أو منذ يومين .
     ومنه قول الشاعر امرئ القيس :
       قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان       وربع خلت آثاره منذ أزمان
     ومنه قول الشاعر زهير بن أبي سلمى :
               لمن الديار بقنة الحجر       أقوين مذ حجج ومذ دهر
     وقد جاءت الأسماء في الشواهد السابقة مجرورة بعد مذ ومنذ على اعتبارهما حرفي جر ، وقد ذهب إلى ذلك جمهور النحاة ، لا يرون فيهما الظرفية وما بعدهما مضاف إليه ، كما يرى ذلك بعض النحاة ، وفي هذه الحالة لا يجران إلا الزمان لأنهما لابتداء غاية الأيام والأحيان كما هو الحال في ( من ) مع فارق أن ( من ) للمعنيان غالباً .
     فعندما نقول : ما لقيته مذ اليوم إلى ساعتك هذه ، جعلنا اليوم أول الغاية ، فأجريت ( مذ ) في بابها كما أجريت ( من ) في بابها حيث قلت من مكان كذا إلى مكان كذا . كما نقول : ما رأيته مذ يومين ، فجعلتها غاية ، كما قلت أخذته من ذلك المكان فجعلته غاية أيضاً .
ـــــــــــــــ
(1) الكتاب لسيبويه ج4 ص226 .
مذ ومنذ
     وإن كان ما بعد مذ ومنذ زماناً ماضياً فهما بمعنى ( من ) ، نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة أو منذ يوم الجمعة . وإن كان حاضراً فهما بمعنى ( في ) أو( إلى ) فيدخلان على الزمان الذي وقع فيه ابتداء الفعل وانتهاؤه ، نحو : ما رأيته مذ اليوم أو منذ يومنا . أما إذا كان الزمن الماضي بعدهما معدوداً فهما حرفا غاية في المعنى (1) ، نحو : ما رأيته مذ يومين أو منذ أربعة أيام ، والتقدير : أمد انقطاع الرؤية يومان أو أربعة أيام .
ثانياً : وتكون مذ ومنذ اسمين ، والاسم بعدهما مرفوع ، نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة أو منذ يومان ويعربان في المعرفة بأول الوقت ، وفي النكرة بالأمد ، وهذا في رأي بعض النحويين ، وفي رأي آخر قال به الكوفيون ، إن ما بعدهما فاعل بفعل مقدر وتقديره : مذ كان يومان ، وهما حينئذ ظرفان مضافان إلى جملة حذف صدرها ، وفي رأي ثالث أنهما ظرفان منصوبان على الظرفية ، ويكونان في موضع خبر والاسم المرفوع بعدهما مبتدأ ، والتقدير : بيني وبين لقائه يومان .
     وهذا الخلاف في الرأي سيكون حجة على الجزم بحرفيتهما إن شاء الله .
ثالثاً : ويكونا في محل نصب ظرف زمان إذا تلاهما جملة فعلية أو اسمية ، والأغلب أن تكون جملة فعلية ، كقول الفرزدق :
         ما زال مذ عقدت يداه إزاره       فسما فأدرك خمسة الأشبار
ومثال الاسمية ، قول الشاعر * :
       ما زلت محمولاً عليّ ضغينة       ومضطلع الأضغان مذ أنا يافع
ـــــــــــــــ
(1) الجنى الداني ص503 ، ورصف المباني ص386 .
     * الكميت بن معروف : الكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة بن رباب الأشتر الأسدي شاعر مخضرم من شعراء البدو أمه سعدة بنت مزيد ، وهو أحد المعروفين في الشعر ، فأبوه شاعر وأمه شاعرة .
مذ ومنذ
     وهما في هذه الحالة ظرفان مضافان إلى الجملة بعدهما ، كما إذا وليهما اسم مرفوع .
نماذج من الإعراب
     قال الشاعر :
        قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان       وربع خلت آثاره منذ أزمان
قفا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله .
نبك : فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر ، وعلامة جزمه حذف الياء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .
من ذكرى : جار ومجرور متعلقان بنبك ، وذكرى مضاف .
حبيب : مضاف إليه .
وعرفان : الواو حرف عطف ، عرفان معطوف على حبيب مجرور مثله .
وربع : الواو حرف عطف ، ربع معطوف على حبيب أيضاً .
خلت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة ، للتخلص من التقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر ، والتاء للتأنيث الساكنة .
آثاره : فاعل ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر بالإضافة .
منذ : حرف جر مبني على الضم لا محل له من الإعراب .
أزمان : مجرور بمنذ ، والجار والمجرور متعلقان بخلت .
     " ما رأيته مذ يوم الجمعة " .
ما : نافية لا عمل لها .
رأيته : فعل وفاعل ومفعول به .
مذ : وفيها وجوه من الإعراب كما بينا آنفاً هي :
1 – إما أن تكون اسماً مبنياً على الضم في محل رفع مبتدأ .
يوم : ظرف زمان مرفوع بالضمة خبر ، وهو مضاف ، الجمعة : مضاف إليه .
مذ ومنذ
2 – وإما أن تكون ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب ، وهو مضاف .
يوم : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف تقديره : كان يوم ، وهو مضاف .
الجمعة : مضاف إليه ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله في محل جر بالإضافة لمذ .
3 – أو تكون ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .
يوم : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف .
الجمعة : مضاف إليه .
     قال الشاعر :
         ما زال مذ عقدت يداه إزاره       فسما فأدرك خمسة الأشبار
ما : نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
زال : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
مذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بزال ، وقيل هو في محل رفع مبتدأ ، وخبره لفظ زمان مضافاً إلى الجملة الفعلية بعده .
عقدت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة .
يداه : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
إزاره : مفعول به ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
فسما : الفاء حرف عطف ، سما فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
فأدرك : الفاء حرف عطف ، أدرك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
خمسة : مفعول به لأدرك ، وهو مضاف .
الأشبار : مضاف إليه .
رأي للمناقشة في ( مذ ومنذ )

     وضح لنا من خلال الآراء في إعراب ( مذ ومنذ ) والاسم الواقع بعدهما إذا كان مرفوعاً ، أن هذا الاختلاف منشأه عدم القطع باسمية ( مذ ومنذ ) وإنما القول الأرجح والرأي الأصوب هو الأخذ بحرفيتهما لأسباب كثيرة سنذكرها في موضعها إن شاء الله .
     ولكن قبل أن نقول برأينا في حرفيتهما أو اسميتهما نستعرض معاً أقوال النحويين فيهما لنخرج منها بصورة واضحة وأكثر شمولية عن هذين اللفظين .
     يقول سيبويه ( وأما مذ فتكون ابتداء غاية الأيام والأحيان ) كما كانت ( من ) فيما ذكرت لك ، ولا تدخل واحدة منهما على صاحبتها .
     وذلك قولك : ما لقيته مذ يوم الجمعة إلى اليوم ، ومذ غدوة إلى الساعة ، وما لقيته مذ اليوم إلى ساعتك هذه ، فجعلت اليوم أول غايتك فأجريت مذ في بابها كما جرت ( من ) حيث قلت من مكان كذا إلى مكان كذا (1) .
     وقال في موضع آخر ( والضم فيها ـ أي في الحروف : منذ فيمن جربها لأنها بمنزلة ( من ) في الأيام )(2) .
     وقوله أيضاً ( وأما منذ فضمت لأنها غاية )(3) .
     ويقول الأشموني ( وإن يجرا فهما حرفا جر ، ثم إن كان ذلك في ما مضى فكمن هما في المعنى ، نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، ومنذ يوم الجمعة أي من يوم الجمعة ... إلخ ، واستطرد قائلاً وكونهما إذا جرا حرفي جر ، هو ما ذهب إليه الأكثرون (4) .

ـــــــــــــــ
(1) الكتاب لسيبويه ج4 ص226 .       (2) الكتاب لسيبويه ج1 ص17 .
(3) الكتاب لسيبويه ج3 ص287 .       (4) شرح الأشموني ج2 ص297 .
مذ ومنذ

     ثم قال أكثر العرب على وجوب جرهما للحاضر ، وعلى ترجيح جر منذ للماضي على رفعه (1) .
     ويقول شارح المفصل : والعرب تستعملهما ( أي مذ ومنذ ) اسمين وحرفين والأغلب على منذ أن تكون حرفاً ويجوز أن سكون اسماً ، والأغلب في مذ أن تكون اسماً للحذف الذي لحقها ، والحذف بابه الأسماء ... إلخ .
     وإنما قل الحذف في الحروف لأن الحذف ضرب من التصرف ، والحروف لا تصرف لها لجمودها .
     وإذا كانت الحروف إنما جيء بها للإيجاز والاختصار ، فلو ذهبت تحذف منها شيئاً لكان اختصار المختصر وهو إجحاف فلذلك كان الغالب على منذ الحرفية والغالب على مذ الاسمية إذا كانت حرفاً كان ما بعدها مخفوضاً وكانت بمعنى الزمان الحاضر (2) .
     ويقول صاحب كتاب حروف المعاني ( أما منذ فحرف خافض لما بعده دال على زمان ، ومذ اسم يدل على زمان يرفع ما مضى ويخفض ما أنت فيه )(3) .
     ويقول صاحب كتاب معاني الحروف ( منذ وهي تكون اسماً وحرفاً ، فإذا كانت اسماً ارتفع ما بعدها على نحو ما ارتفع بعد مذ ، وإذا انجر ما بعده كانت حرفاً وحكمها حكم مذ إلا أن الاختيار أن تجر بها على كل حال ما مضى وما أنت فيه ، فنقول : ما رأيته منذ يومين ، ومنذ يومنا ، ومنذ اليوم )(4) .
ـــــــــــــــ
(1) حاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص228-229 ، وشرح الأشموني ص297 .
(2) شرح المفصل لابن يعش ج4 ص94 .
(3) كتاب حروف المعاني للزجاجي ص29 .
(4) كتاب معاني الحروف للرماني ص104 .
مذ ومنذ

     ومن دلالة الأقوال السابقة يستفاد الآتي :
أولاً : أن مذ ومنذ حرفان لابتداء الغاية الزمانية ، كما هو الحال في ( من ) إلا أنها لابتداء الغاية المكانية ، ولا يقبل إحداهما الدخول على الآخر ، وهذه علامة من علامات الحرف ، حيث لا يقبل دخول حرف آخر عليه .
     وإذا كانت بعض الحروف قد قبلت بدخول حرف الجر عليها فإن ذلك مؤول بالاسم (1) .
ثانياً : يتضح من أقوال النحويين أنهم أقرب إلى الاتفاق على القول بحرفية ( مذ ومنذ ) بدليل قولهم أن منذ يجر بها باتفاق مع جواز مجيئها اسماً .
     كما أنهم قالوا بحرفية مذ وإن جعلوا غلبة الاسمية عليها مستندين في ذلك للدلالة على اسميتها بأنها قد لحقها حذف ، والحذف لا يلحق الحروف لأن الحروف وضعت في الأساس للإيجاز والاختصار .
     وفي هذا القول حجة على من قال باسميتها لا حجة له ، لأنه لم يكن هناك دليل بيّن على أن مذ هي منذ في الأصل وحذفت منها النون فأصبحت مخففة منها ، كما خففت ( لد ) من ( لدن ) مستدلين على ذلك بتصغير ( مذ ) فقالوا منيذ بإعادة النون المحذوفة ، وليس ذلك بحجة على اسميتها ، لأنه يعوزه الدليل القاطع .
     وإن اعتبرنا الحذف دليلاً على اسمية مذ تجاوزاً ، نقول أن الأغلب في الحذف لا يكون إلا في الثقيل من الحروف مثل ( رب ) و ( إن ) و ( لكن ) ... إلخ ، وليس الحذف بحال أن تنقل الكلمة من الحرفية إلى الاسمية لأن جميع الألفاظ التي يلحقها الحذف لا ينقلها من حالة إلى حالة أخرى مغايرة للأصل الذي كانت عليه ، ولكنه قد يغير من عملها .
ـــــــــــــــ
(1) راجع كتاب الشافي في النحو ( مخطوط ) ج1 ص210-211 .
مذ ومنذ

ثالثاً : جزم بعض النحويين أن منذ حرف خافض لما بعده دال على الزمان ، وأن مذ يجر الحاضر من الزمان ويرفع ما مضى منه ، وفي هذا ترجيح لحرفية كل منهما بدليل غلبة المواطن التي يكون كل منهما فيها حرفاً للجر .
رابعاً : لم نلمس من أقوال النحويين السابقة ما يدل دلالة ولو يسيرة على اسمية
( مذ ومنذ ) فهم لم يذكروا علاماتها كأسماء ، بل أقول : إن عدم قبولهما علامات الاسم دليل قاطع على حرفيتهما ، فهما لا يقبلان دخول حرف الجر عليهما ، ولا يقبلان التنوين ، ولا التعريف بأل ، ولا يقبلان علامات الإعراب كالرفع والنصب والجر ، وناهيك عن بنائهما وعدم تصرفهما ، وإن كانت بعض العلامات السابقة مما يتجاوز فيه النحاة في بعض الأسماء التي لا خلاف في اسميتها ، وإنما كان ذلك مبنياً على التصور العقلي للقارئ أو السامع عندما يقرأ قولهم : ما رأيتك منذ يومان ، أو مذ يوم الجمعة .
     فإذا تصور القارئ أن كلمة يومان أو يوم الجمعة في المثالين السابقين مرفوعة كانت منذ ومذ اسمين ، فلماذا ؟ وما دام الأمر تصوراً لا نقرأ كلمة يومان أو يوم الجمعة في كل حين على وجهها الصحيح بالجر وتكون مذ ومنذ حرفي جر ، وهذا أقرب إلى المنطق الصحيح إذا كان القياس يعود على المنطق والذوق .
     والدليل على تحكيم التصور في ذلك ما يقوله النحويون بأن مذ ومنذ لفظ مشترك بين الاسمية والحرفية ، فمتى جاء ما بعدهما مرفوعاً كانا اسمين ، ومتى جاء ما بعدها مجروراً فهما حرفان .
     والسؤال : من الذي يعين ما بعدهما رفعاً أو جراً ، إذا لم تكن هناك قاعدة قاطعة ؟ لأن المتكلم إذا لم يعين ما بعدهما رفعاًَ أو جراً ترك الأمر لتصور القارئ وهنا يكون الخلاف .

مذ ومنذ
     فإذا قال قائل إن دلالة الكلام بعدهما هو الذي يحدد اسميتهما أو حرفيتهما ، نقول : إن دلالة ما بعدهما لا تخرج عن كونها لما مضى من الأزمنة والأحيان أو لما هو في الحاضر ، وفي كلا الحالتين تجر منذ ومذ الأزمان الماضية .
     نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، ومنذ يوم الجمعة .
     وهما في ذلك يكونان بمعنى ( من ) إلا أنها تكون لابتداء الأمكنة ، وكذلك تجر ما كان حاضراً من الزمان ، نحو : ما رأيته مذ ساعة .
     والتقدير : في هذه الساعة الحاضرة ، وبذلك لا يكون لما بعدهما من الكلام تأثير على تحديد أو تعيين اسميتهما ، بل يعود ذلك إلى المنطق والتصور العقلي ليس غير ، وفي ظني المتواضع أن ( مذ ومنذ ) أقرب في الاستعمال إلى الحرفية منه إلى الاسمية لأن عملهما كحرفين لا لبس فيه ولا خلاف ، بعكس ما رأينا من خلاف في الآراء بين النحاة حول اسميتهما وما يلحقه من خلاف حول إعراب الاسم الواقع بعدهما ، إلى جانب ما ينطبق عليهما من ميزات الحرفية .
     وأخيراً يحضرني أن زهير بن أبي سلمى كان لا يستعمل مذ إلا في موضع الحرفية ، علماً بأن النحاة جعلوها أقرب إلى الاسمية ناهيك عن منذ التي كانت الآراء ترجح حرفيتها ، فزهير يقول :
               لمن الديار بقنة الحجر       أقوين مذ حجج ومذ دهر
فالشاعر قد جر كلمة حجج ، وكلمة دهر ، وهما اسما زمان بمذ التي لابتداء الغاية الزمانية لكون الزمن المجرور بهما ماضياً ، وهذا ما قررناه سابقاً وأقره غيرنا .
     وقد روى الكوفيون البيت السابق ( أقوين من حجج ومن دهر ) ليدللوا به على أن ( من ) تأتي لابتداء الغاية الزمانية وهذا ما لا يقره أحد ، بل إن رواية البيت الصحيحة كما ذكرنا في الشاهد ، والله أعلم بالحقيقة .
     والنقطة الأخيرة التي نتحدث فيها عن حرفية ( مذ ومنذ ) هي دخولها على الجمل .
مذ ومنذ
     فقد ذكر النحويون أن ( مذ ومنذ ) تدخل على الجمل فعلية كانت أو اسمية ، والغالب في دخولها يكون على الجمل الفعلية .
     نحو : لم أرك مذ كان يوم الخميس ، وما رأيته مذ خرج زيد .
     ومنه قول الشاعر الفرزدق :
         ما زال مذ عقدت يداه إزاره       فسما فأدرك خمسة الأشبار
     أو على الجمل الاسمية وهو قليل ، واستشهدوا له بقول الأعشى :
     وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع       وليداً وكهلاً حين شبت وأمردا
     وذكروا أن المشهور في ( مذ ومنذ ) حينئذ أنهما ظرفان واختلفوا في إعراب الجملة بعدهما ، هل هي المضافة إليهما أم أن هناك زمناً مقدراً هو المضاف إلى الجملة ويكون خبراً لمذ أو منذ .
     ونقول : ما دام الأمر كذلك فإن دخول مذ ومنذ على الجمل لا يمنع من حرفيتهما ، فإذا اعتبرنا الرأي الأول القائل بإضافة مذ للجملة عند من قال باسمية ( مذ ومنذ ) ، نقول أيضاً بحرفيتهما والجملة بعدهما بتأويل مصدر في محل جر بمذ أو منذ ، نحو : حضرت منذ أن خرج أخوك ، وما رأيتك مذ أن زيداً زارنا .
     والتقدير : حضرت منذ خروج أخوك ، ومذ زيارة زيد لنا .
     وإذا اعتبرنا الرأي الثاني وهو تقدير زمان مضاف للجملة يكون هو الخبر عند من قال باسميتهما أيضاً ، ونقول : إن هذا الزمن المقدر يكون هو المجرور بمذ أو منذ على رأينا ، ويكون التقدير : حضرت منذ زمن خرج أخوك فيه ، ومذ زمن زارنا زيد فيه ، ومنه قول المتنبي :
          ما منبج مذ غبت الأمقلة       سهرت ووجهك نومها ولا تمد
     والتقدير : ما منبج مذ غيابك ، أو مذ زمن غيابك .
     وذلك بجر المصدر بمذ على اعتبارها حرف جر ، أو بجر الزمن المضاف إلى الجملة بعده ، والله أعلم .
مرحبا       مرة       مع

مرحبا
     مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره : حللت مرحبا ، أو صادقت مكاناً رحباً ، وهي من الكلمات الترحيبية التي يكثر استعمالها منفردة بدون أفعال (1) .
     نحو : مرحباً بك ، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
         أشارت بطرف العين خيفة أهلها       إشارة محـزون ولم تتكلـم
         فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا       وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
مرة
     مفعول به منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل قبله .
     نحو : زرتك مرة .
مع
     ظرف ملازم للظرفية الزمانية أو المكانية ، وذلك حسب ما تضاف إليه ، يفيد المصاحبة ، كقوله تعالى ( إن مع العسر يسرا )(2) ، ونحو : جئتك مع العصر .
     ومثال ظرف المكان ، قوله تعالى ( قال كلا إن معي ربي سيهدين )(3) .
     ومنه : سيروا والله معكم .
     وقد تقع ( مع ) خبراً ، وصفة ، وصلة ، وحالاً ، وتجر بمن دلالة على اسميتها ، نحو : ذهب من معه (4) ، وإذا سكنت عين ( مع ) فهي إذاً حرف جر معناه المصاحبة ، والعامل فيها فعل وما جرى مجراه كسائر حروف الجر ، ولا يحكم فيها بحذف ولا وزن ولا يسأل عن بنائها لثبوت الحرفية(5) .
ـــــــــــــــ
(1) أنظر أهلاً ص162 .      (2) الشرح [6]          (3) الشعراء [62] .
(4) الجنى الداني ص306 ، ومغني اللبيب ج1 ص333 .
(5) رصف المباني ص 394 .
مع       معاً

     ومنه قول الراعي النميري :
          قريش منكم وهواي معكم        وإن كانت زيارتنا لماما
     فمعكم في البيت جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لهواي ، والتقدير : هواي كائن معكم .
     وزعم أبو جعفر النحاس أن الإجماع منعقد على حرفيتها إذا كانت ساكنة ، والصحيح أنها اسم ، وكلام سيبويه مشعر باسميتها (1) .
تنبيه :
     من جعل ( مع ) حرف جر له معنى الظرفية ، نحو : جاء الطالب مع والده ، فقد توهم لأن ( مع ) ظرف يفيد المصاحبة ، ويقبل بدخول حرف الجر عليه ، وينون ، ومنه قولهم : ذهبت من معه ، وقراءة بعضهم في قوله تعالى ( هذا ذكر من معي )(2) ، وكل ذلك دلالة على اسميتها بلا شك .
معاً
     هي ( مع ) منونة غير مضافة ، وتعرب حالاً .
     نحو : جاء الرجلان معاً ، ومنه قول الصمة القشيري * :
        حننت إلى ريا ونفسك باعدت       مزارك من ريا وشعبا كما معا
ـــــــــــــــ
(1) الجنى الداني ص 306 .          (2) الأنبياء [24] .
     * الصمة القشيري : هو الصمة بن عبد الله بن قرة ، قيل ابن مرة بن عامر بن سلمة الخير القسيري ، شاعر غزل إسلامي بدوي مقل من شعراء الدولة الأموية ، وكان لجده قرة بن هبيرة صحبة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقد وفد عليه وأسلم ، وأحب الصمة امرأة من قومه ولم يزوجها أهلها له فاشتد وجده بها ، فتزوج غيرها من بنات عمومته ولكنه حزن على صاحبته الأولى بعد أن رحل بها زوجها ، فهجر قومه إلى الشام ، وخرج في إحدى الغزوات إلى بلاد الديلم بطبرستان فمات هناك .
معاً       معاذ

     وقد تكون خبر ، كما في قول الشاعر جندل بن معمر :
        أفيقوا بني حرب وأهواؤنا معا       وأرواحنا موصولة لم تقضب
     وتستعمل للجماعة والمثنى ، نحو : جاء الطلاب معاً ، وجاء الطالبان معاً .
     ومنه قول الخنساء :
            وأفنى رجالي فبادروا معاً       فأصبح قلبي بهم مستفزا

معاذ
     مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف ، ملازم للإضافة .
     كقوله تعالى ( معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي )(1) .

الإعراب
معاذ : مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف ، وهو مضاف .
الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، والعامل في المفعول المطلق مقول القول .
إنه : إن حرف مشبه بالفعل ، والهاء ضمير الشأن في محل نصب اسمها .
ربي : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة ، والياء في محل جر مضاف إليه .
أحسن : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
مثواي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية أحسن مثواي في محل رفع خبر إن .
     وجملة إنه ربي ... إلخ استئنافية لا محل لها من الإعراب .
ـــــــــــــــ
(1) يوسف [13] .
مم        مما

مم

     لفظ مركب من حرف الجر ( من ) و ( ما ) الاستفهامية ، وتكون مبنية على السكون على الألف المحذوفة ، لدخول حرف الجر عليها وشددت الميم لإدغامها في النون .
     نحو : مم يصنع الفخار ؟
     ومنه قوله تعالى ( فلينظر الإنسان مم خلق )(1) .

مما

     لفظ مركب من ( من ) الجارة و ( ما ) الموصولة .
     نحو : كل مما يليك .
     أو ( ما ) المصدرية الحرفية .
     كما في قول الشاعر :
     وأنا لمما يضرب الكبش ضربة       على رأسه تلقي اللسان على الفم
     أو ( ما ) الزائدة .
     كما في قوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا )(2) .


ـــــــــــــــ
(1) الطارق [5] .
(2) نوح [25] .
من

     حرف جر يأتي لكثير من المعاني :
أولاً : تأتي لابتداء الغاية في الأمكنة اتفاقاً .
     نحو : خرج الطلاب من المدرسة .
     ومنه قوله تعالى ( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )(1) .
     وقوله تعالى ( فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين )(2) .
     وتأتي لابتداء الغاية في الأزمنة ، وهو قليل ، ويكون في المواضع التي تصلح فيها ( مذ ومنذ ) قال بذلك الكوفيون ، ووافقهم ابن مالك والمبرد وابن درستويه .
     نحو : انتظرتك من الصباح حتى الظهيرة .
     ومنه قوله تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد )(3) .
     وقوله تعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم )(4) .
     ومنه قول النابغة الذبياني :
       تخيرن من أزمان يوم حليمة       إلى اليوم قد جربن كل التجارب
     وقد تأول نحاة البصرة في ( من ) التي لابتداء الغاية الزمانية مضافاً محذوف لأنهم لا يجعلون لابتداء الغاية الزمانية إلا ( مذ ومنذ )(5) .
     وقال المرادي : وتأويل البصريين فيما ورد من ذلك تعسف (6) .


ـــــــــــــــ
(1) الإسراء [1]            (2) الحجر [12] .
(3) الروم [4]              (4) التوبة [108] .
(5) أنظر ( مذ ومنذ ) ص 521 وما بعدها .
(6) الجنى الداني ص 309 .
من

ثانياً : للتبعيض : وهو اقتطاع جزء من كل ، نحو : أكلت من الطعام .
     ومنه قوله تعالى ( حتى تنفقوا مما تحبون )(1) .
     ومن علامات ( من ) التبعيضية أن يخلفها ( بعض ) ، وقد قرأت الآية ( حتى تنفقوا بعض مما تحبون ) .
     ومنه قوله تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله )(2) .

ثالثاً : لبيان الجنس : وعلامتها أن يخلفها اسم موصول ، وكثيراً ما تسبقها ما ومهما الشرطيتين لفرط إبهامها .
     نحو : لبست ثوباً من قطن .
     ومنه قوله تعالى ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان )(3) .
     وقوله تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة )(4) .

رابعاً : للتعليل : نحو : جزع من الخوف ، ومات من البرد .
     ومنه قوله تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقوا )(5) .
     وقوله تعالى ( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت )(6) .
     ومنه قول الفرزدق :
         يغضى حياء ويغضى من مهابته         فلا يكلم إلا حين يبتسم
ـــــــــــــــ
(1) آل عمران [92]               (2) البقرة [253] .
(3) الحج [30]                    (4) فاطر [2] .
(5) الأعراف [132]              (6) البقرة [19] .
من

خامساً : للبدل : نحو : قبلت بالغث من السمين .
     ومنه قوله تعالى ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة )(1) .
     ومنه قول الشاعر * :
        أخذوا المخاض من الفصيل غلبة       ظلما ويكتب للأمير أفيلا
سادساً : تأتي متضمنة معنى ( عن ) ، وتسمى للمجاوزة .
     نحو : لا ترحلوا من هنا حتى يؤذن لكم .
     ومنه قوله تعالى ( يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا )(2) .
     ومنه قوله تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله )(3) .
سابعاً : متضمنة معنى ( الباء ) .
     نحو : أمسكته من يده ، وضربته من السيف ، أي بالسيف .
     ومنه قوله تعالى ( ينظرون من طرف خفي )(4) .
ثامناً : متضمنة معنى ( في ) ، نحو : سأرحل من أول الشهر .
     ومنه قوله تعالى ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة )(5) .
     وقوله تعالى ( أروني ماذا خلقوا من الأرض )(6) .

ـــــــــــــــ
(1) التوبة [38]                (2) الأنبياء [97] .
(3) الزمر [22]                (4) الشورى [45] .
(5) الجمعة [9]                 (6) فاطر [40] .
     * الراعي النميري : هو عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري ، ويكنى أبا جندل ، والراعي لقب غلب عليه لرعيه الإبل وكثرة وصفه لها ، شاعر فحل من شعراء الإسلام ، وكان مقدماً مفضلاً ، وقد هجاه جرير بقصيدة منها :
                   فغض الطرف إنك من نمير          فلا كعباً بلغت ولا كلابا
من
تاسعاً : متضمنة معنى ( إلى ) ، نحو : اقتربت منك .
     والتقدير : إليك ، وهي تعرف بمن التي للانتهاء .
عاشراً : متضمنة معنى ( على ) ، وتعرف بمن التي للاستعلاء .
     نحو : لعل الله ينصفنا من الظلم .
     ومنه قوله تعالى ( ونصرناه من القوم الذين كذبوا )(1) .
أحد عشر : الموافقة ( رب ) عند اتصالها ( بما ) .
     كقول الشاعر :
    وإنا لمما نضرب الكبش ضربة        على رأسه تلقي اللسان من الفم
اثنا عشر : الموافقة ( عند ) .
     كقوله تعالى ( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً )(2) .
     ويصح أن تكون ( من ) في الآية للبدل فتنبه لذلك .
ثلاثة عشر : تأتي للفصل : كقوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح )(3) .
     وقوله تعالى ( حتى يميز الخبيث من الطيب )(4) .
أربعة عشر : للغاية : نحو : رأيته في ذلك الموضع ، وأخذت من الصندوق .
     و ( من ) في هذا الموضع تفيد ابتداء الغاية وانتهائها معاً .
خمسة عشر : وتكون للقسم ، ولا تدخل إلا على كلمة ( الرب ) وميمها إما مكسورة أو مضمومة ، نحو : من ربي لأفعلن .
ـــــــــــــــ
(1) الأنبياء [77]              (2) آل عمران [10] .
(3) البقرة [220]              (4) آل عمران [179] .
     * أبو حية النميري : هو الهيثم بن الربيع بن زرارة بن كثير بن جناب النميري شاعر مجيد مقدم من مخضرمي الدولتين ، مدح الخلفاء فيهما جميعاً ، كان فصيحاً راجزاً من ساكني البصرة ، وكان أهوجاً جباناً ، نحيلاً كذاباً معرفاً بذلك ، حدث ابن قتيبة بأن لأبي حية سيف يسميه لعاب المنية ليس بينه وبين الخشبة فرق .
من
ستة عشر : تأتي ( من ) زائدة عاملة لتوكيد الاستغراق ، وتدخل على الأسماء النكرة الموضوعة للعموم ، ويشترط في هذه الأسماء أن تكون منيفة .
     نحو : ما جاءني من أحد .
     ومنه قوله تعالى ( ما لكم من إله غيره )(1) .
     قوله تعالى ( ما جاءنا من بشير ولا نذير )(2) .
     أو منهية ، نحو : لا يقم من أحد .
     أو مسبوقة باستفهام ولا يكون إلا ( هل ) .
     كقوله تعالى ( هل من خالق غير الله )(3) .
سبعة عشر : وتأتي زائدة للتنصيص على العموم ، وتسمى الزائدة لاستغراق الجنس ، نحو : ما في الدار من رجل .
     وقد يتوهم الدارس أن ( من ) الزائدة للتنصيص على العموم لا فرق بينها وبين ( من ) التي لتوكيد الاستغراق نقول الفرق بيّن ، لأنه عند قولنا : ما في الدار رجل محتمل أن يكون ذلك لفني واحد من هذا الجنس دون ما فوق الواحد ، ولذلك يجوز أن يقال : ما في الدار رجل بل رجلان فلما زيدت ( من ) صار نصاً في العموم ولم يبق فيه احتمال (4) .
تنبيه :
وتزاد ( من ) في المواضع الآتية :
1 – المبتدأ : كقوله تعالى ( ما لكم من إله غيره )(5) .
2 – الفاعل : كقوله تعالى ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )(6) .
ـــــــــــــــ
(1) الأعراف [59]             (2) المائدة [19] .
(3) فاطر [3]                  (4) الجنى الداني ص217 بتصرف .
(5) الأعراف [59]             (6) الأنبياء [20] .
من
3 – المفعول به : كقوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه )(1) .
4 – الحال : كما في قراءة بعضهم لقوله تعالى ( ما كان لنا أن نتخذ من دونك أولياء )(2) .
     وهذا مختلف فيه ، أي في زيادتها قبل الحال فتدبر ذلك (3) .
     وتزاد في التمييز بغير شرط ، نحو : لله درك من فارس (4) .
نماذج من الإعراب
     قال تعالى ( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) .
من المسجد : من حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك بالفتح لالتقاء الساكنين ، المسجد اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أسرى . الحرام : صفة مجرورة للمسجد .
إلى المسجد : جار ومجرور متعلقان بأسرى أيضاً .
الأقصى : صفة للمسجد الثانية مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
     قال تعالى ( ما لكم من إله غيره ) .
ما : نافية لا عمل لها .
لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .
من إله : من حرف جر زائد صلة ، إله مبتدأ مؤخر مجرور لفظاً مرفوع محلاً .
غيره : صفة مرفوعة لإله على المحل ، أو بدل ، أو مجرورة على اللفظ ، وإذا قرأ بالنصب فهو مستثنى ، وغير مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
ـــــــــــــــ
(1) إبراهيم [4]                   (2) الفرقان [18] .
(3) راجع الجنى الداني ص219 ، وابن يعيش ج8 ص12-13 .
(4) الكتاب لسيبويه ج2 ص307 طبعة بولاق .
من

     تأتي لعدد من الوجوه :
أولاً : اسم استفهام للعاقل ، نحو : من كسر الزجاج ؟
     ومنه قوله تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )(1) .
     ومنه قوله تعالى ( من بعثنا من مرقدنا )(2) .
     ومنه قول أبي فراس :
       بمن يتق الإنسان فيما ينوبه       ومن أين للحر الكريم صحاب
ثانياً : اسم موصول بمعنى الذي يدل على العاقل .
     كقوله تعالى ( والله يؤتي ملكه من يشاء )(3) .
     ومنه قوله تعالى ( وأما من آمن وعمل صالحاً )(4) .
     ومنه قول حسان بن ثابت :
        فكفى بنا فضلاً على من غيرنا      حسب النبي محمد إيانا
ثالثاً : اسم شرط جازم لفعلين ورابط بين الفعل وجوابه بذات واحدة عاقلة .
     كقوله تعالى ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها )(5) .
     ومنه قوله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره )(6) .
     ومنه قول زهير :
       ومن يغترب يحسب عدواً صديقه      ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
رابعاً : وتأتي ( من ) نكرة موصوفة كما هو الحال في ( ما ) ، والدليل على ذلك دخول رب عليها .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [114]                 (2) يس [52] .
(3) البقرة [247]                 (4) الكهف [88] .
(5) النساء [85]                  (6) الزلزلة [7] .
من

     كقول الشاعر * :
          رب من انضحت غيظاً قلبه       قد تمنى لي موتاً لم يطع
     ومنه قولهم : مررت بمن معجب لك .
نماذج من الإعراب
أولاً : المواقع الإعرابية لمن الاستفهامية :
     تعرب من الاستفهامية بحسب موقعها من الجملة ، فتأتي في مواضع إعرابية مختلفة :
1 – تأتي في محل رفع مبتدأ .
     كقوله تعالى ( من يحيي العظام وهي رميم )(1) .
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يحيي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
العظام : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر من .
     وجملة من يحيي العظام لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
وهي : الواو للحال ، هي ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
رميم : خبر مرفوع ، والجملة الاسمية في محل نصب حال .
ـــــــــــــــ
(1) يس [78] .
     * سويد بن أبي كاهلة : هو سويد بن أبي كاهلة بن الحارثة بن حسن بن مالك بن كنانة الشيكري ، شاعر مقدم مخضرم عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام وعمر طويلاً ويكنى أبا سعد ، وجعله ابن سلام في الطبقة السادسة مع عنترة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة ، وكان أبوه شاعراً ، ومات سنة 60 هـ .
من

تنبيه :
     لقد جاءت من مبتدأ لأن الفعل بعدها متعد استوفى مفعوله ، وكذلك إذا جاء الفعل بعدها لازماً ، نحو : من حضر الليلة ، أو تلاها شبه جملة ، نحو : من في الدار ؟ ومن عندك ؟
2 – تأتي في محل نصب مفعول به ، إذا جاء بعدها فعل متعد لم يستوف مفعوله .
     نحو : من رأيت في المدرسة ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم على فعله .
رأيت : فعل وفاعل .
في المدرسة : جار ومجرور متعلقان بالفعل .
3 – تأتي خبراً إذا تلاها اسماً معرفة ، نحو : من هذا ؟
     أو فعلاً ناقصاً ، نحو : من كان القادم ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب خبر كان مقدم .
كان : فعل ماض ناقص .
القادم : اسم كان مؤخر مرفوع .
ثانياً : المواقع الإعرابية لمن الموصولة :
     من الموصولة اسم مبني دائماً على السكون ويعرب بحسب موقعه من الجملة ونكتفي بإعراب حالة واحدة .
     قال تعالى ( والله يؤتي ملكه من يشاء ) .
والله : الواو للاستئناف ، الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .
يؤتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .
ملكه : مفعول به أول ، والهاء في محل جر بالإضافة .
من
من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان .
يشاء : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .
     وجملة يشاء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول والعائد محذوف .
     وجملة يؤتي ملكه في محل رفع خبر المبتدأ .
ثالثاً : المواقع الإعرابية لمن الشرطية :
     تعرب من الشرطية اسماً مبنياً على السكون في محل رفع .
1 – مبتدأ : إذا كان فعل الشرط متعدياً واستوفى مفعوله .
     كقوله تعالى ( من يعمل سوءاً يجز به )(1) .
     أو كان الفعل لازماً ، نحو : من يجتهد ينجح .
من : اسم جازم لفعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يعمل : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
سوءاً : مفعول به .
يجز : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
به : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبله .
     وجملة الشرط من الفعل والجواب في محل رفع خبر المبتدأ من .
     وهذا هو الرأي الأرجح ، وقد يكون الخبر جملة فعل الشرط ، وقد يكون جملة جواب الشرط ، وهذا فيه قول .
     وجملة من يعمل ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
ـــــــــــــــ
(1) النساء [133] .
من

2 – مفعول به : إذا كان الفعل متعدياً ولم يستوف مفعوله .
     نحو : من تصافح أصافح .
من : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله .
تصافح : فعل الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
أصافح : جواب الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
3 – تأتي اسماً لكان الناقصة إذا استوفت خبرها ولم تستوف اسمها .
     نحو : من يكن جواداً يحمده الناس .
من : اسم شرط مبني على السكون في محل رفع اسم كان مقدم عليها .
يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط .
جواداً : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة .
يحمده : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، والهاء في محل نصب مفعول به .
الناس : فاعل مرفوع .
4 – تأتي خبراً لكان إذا لم تستوف خبرها .
     نحو : من يكن عمله لله يجز به .
من : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم .
يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم فعل الشرط .
عمله : اسم يكن مرفوع ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
لله : جار ومجرور متعلقان بعمله .
يجز : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
به : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلها .

منذ       مه       مهما
منذ
     حرف جر لابتداء الغاية الزمانية .
     نحو : ما رأيتك منذ يوم الجمعة . راجع مذ ص 520 .
مه
     اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى ( اكفف ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
مهما
     اسم شرط جازم لفعلين رابط لفعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة غير عاقلة ، كقوله تعالى ( مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )(1) .
     ومنه قول زهير :
      ومهما تكن عند امرئ من خليقة      وإن خالها تخفي على الناس تعلم
     ومنه قول ساعدة بن جؤية :
        قد أوبت كل ماء فهي خاوية      مهما تصب أفقاً من بارق تشم
     مواقع مهما الإعرابية :
     تعرب مهما وما الشرطيتين اسمين مبنيين على السكون في محل المواضع الإعرابية الآتية :
1 – في محل رفع مبتدأ إذا كان فعل الشرط متعدياً واستوفى مفعوله .
     نحو : مهما تخفه في نفسك يعلمه الله .
     أو كان فعل الشرط لازماً لا يحتاج إلى مفعول به ، نحو : مهما تعمر فلا بد من الموت ، ومنه بيت ساعدة بن جؤية السابق :
        قد أوبت كل ماء فهي خاوية      مهما تصب أفقاً من بارق تشم
ـــــــــــــــ
(1) الأعراف [132] .
مهما

قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أوبت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .
كل : مفعول به ، وهو مضاف .
ماء : مضاف إليه ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
فهي : الفاء للسببية ، هي ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
خاوية : خبر مرفوع ، والجملة الاسمية في محل نصب على الحال من الفاعل المحذوف والرابط الضمير .
مهما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
تصب : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على السحابة .
أفقاً : مفعول به .
من بارق : جار ومجرور متعلقان بالفعل تصب .
تشم : فعل مضارع مجزوم بالسكون جواب الشرط ، وحرك بالكسرة لموافقة الروي ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على السحابة أيضاً .
     والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ مهما .
2 – تأتي اسماً مبنياً في محل نصب مفعول به إذا كان فعل الشرط متعدياً ولم يستوف مفعوله ، نحو : مهما تخف من أمر يعلمه الله .
مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به تقدم على فعله .
تخف : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة , وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
من أمر : جار ومجرور متعلقان بفعل الشرط .
مهما

يعلمه : جواب الشرط مجزوم ، والضمير في محل نصب مفعول به .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب .
3 – تأتي اسماً مبنياً في محل نصب خبر كان الناقصة إذا جاءت فعلاً للشرط ولم تستوف خبرها ، نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم .
مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم عليها .
يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون .
عملك : اسم يكن مرفوع ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
فأنت : الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أنت ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
ملوم : خبر مرفوع ، وجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط .
4 – تأتي في محل نصب مفعول مطلق إذا دلت على حدث .
     نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة .
مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .
تسر : فعل الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
فلن : الفاء واقعة في جواب الشرط ، لن حرف نصب .
تبلغ : فعل مضارع منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
المكان : مفعول به .
بسهولة : جار ومجرور متعلقان بتبلغ .
     وجملة فلن تبلغ في محل جزم جواب الشرط .
تنبيه :
     ما ينطبق على مهما من الإعراب ينطبق أيضاً على ( ما ) و ( من ) الشرطيتين ، ما عدا الحالة الأخيرة فلا تنطبق على ( من ) .

0 comments:

Post a Comment