حرف التاء


حرف التاء

     تأتي التاء المفردة لعدد من الوجوه :
أولاً : تأتي حرف جر للقسم ، يختص بالدخول على لفظ الجلالة .
     نحو : تالله لأدافعن عن الوطن .
     ومنه قوله تعالى ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم )(1) .
     ومنه قوله تعالى ( قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف )(2) .
ثانياً : تاء التأنيث الساكنة : وهي حرف يختص بالدخول على الفعل الماضي ، فتدل على تأنيث فاعله أما حقيقة أو مجازاً ، نحو : كتبت فاطمة الدرس ، وطلعت الشمس .
     ومنه قوله تعالى ( إذا قالت امرأة فرعون )(3) .
     ومنه قوله تعالى ( علمت نفس ما قدمت )(4) .
     وقد تتصل تاء التأنيث بحرف العطف ( ثم ) ، فنقول : جاء الطالب ثم خرج .
     وتتصل ( برب ) ، فنقول : ربت صدفة خير من ألف ميعاد .
     وتتصل بالظرف ( ثم ) ، فنقول : ثمت كتاب مفيد .
     وتتصل ( بلا ) النافية ، فنقول : ولات ساعة مندم .
     وتتصل بالحرف المشبه بالفعل ( لعل ) ، فنقول : لعلت النائم يستيقظ .
     وتأنيثها للأحرف الأخيرة التي اتصلت بها ينصب على اللفظ ليس غير ، ويعرف بالتأنيث اللفظي ، وغالباً ما تكون التاء مع تلك الحروف مفتوحة غير ساكنة ، كذلك تكون تاء التأنيث لتمييز الاسم المؤنث من المذكر .

ــــــــــــــ
(1) يوسف [95]                      (2) يوسف [85] .
(3) آل عمران [35]                  (4) الانفطار [5] .
التاء

     نحو : مؤمنة ، ومسلمة ، وجمعها مؤمنات ، ومسلمات .
     وتكون لتحديد اسم المرة واسم الهيئة .
     كما تكون لتمييز الواحد من أسماء الجنس ، كتمييز : ثمرة من ثمر ، وبقرة من بقر .
     والتاء التي تلحق الأسماء كما ذكرنا في الأمثلة السابقة مختلف فيها ، فلم يعدها بعض النحويين من حروف المعاني ، وجعلها البصرويون تاء في الأصل (1) .
ثالثاً : وتأتي التاء ضمير رفع متحرك تتصل بالأفعال .
     وتكون للمتكلم ، نحو : كتبت الدرس ، ومنه قوله تعالى ( وإذا كففت بني إسرائيل عنك )(2) .
     أو للمخاطب ، نحو : أنت كتبت الدرس ، ومنه قوله تعالى ( ثم جئت على قدر يا موسى )(3) .
     أو للمخاطبة ، نحو : هل كتبت الدرس ، ومنه قوله تعالى ( قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريا )(4).
رابعاً : وتأتي التاء للخطاب إذا لحقت الضمير المرفوع المنفصل .
     نحو : أنتَ ، وأنتِ ، وأنتما ، وأنتم ، وأنتن .
ـــــــــــــــ
(1) راجع الجنى الداني في حروف المعاني ص58 .
(2) المائدة [110]              (3) طه [40] .
(4) مريم [27] .
التاء

     فالتاء فيما سبق حرف خطاب و ( أن ) هو الضمير ، وهو مذهب جمهور النحاة ، أما بعض النحاة كالفراء فيرى أن مجموع الكلمة ( أنت ) هو الضمير .
     أما الميم في أنتما وأنتم ، فهي زائدة للدلالة على الجمع ، وكذلك النون في أنتن زائدة للدلالة على النسوة .
خامساً : وتأتي التاء أحد حروف الزيادة المجموعة في كلمة ( سألتمونيها ) ، وتزاد في الأفعال كما في قولهم : تناثرت فصوص العقد ، وتحطمت السفينة ، وتدحرجت الكرة ، فالتاء في أول الفعل تناثر ، وتحطم ، وتدحرج حرف من حروف الزيادة .
     وتزاد في المصادر ، كما في المصدر تكليم ، ومنه قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً )(1) وكما في تكرمة ، وتقتال ، وتحنان ، وتكون زيادتها في المصادر للمبالغة .
     ومنها التاء الزائدة في أواخر المصادر ، نحو : دحرجة ، واستعانة ،
واستقامة .
     وتزاد في أواخر الأسماء ، وتستبدل بهاء السكت ، نحو : حمزه ، وطلحه .
     وفي نحو : ملكوت وجبروت ، وهي بمعنى الملك والتجبر .
     وكما في عنكبوت ، لأن الأصل عنكباء ، وفي الجمع عناكب ، فسقوط التاء دليل على زيادتها (2).
ــــــــــــــ
(1) النساء [164] .
(2) أنظر شرح المفصل لابن يعش ج9 ص157 وما بعدها .
تا

     اسم إشارة للمفردة المؤنثة ، ومثناها تان وجمعها أولاء .
     كقوله تعالى ( ها أنتم أولاء تحبونهم )(1) .
     وتدخل عليها هاء التنبيه ، فنقول : هاتا ، وهاتان ، وهؤلاء .
     ومنه قوله تعالى قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا )(2) .
     وقوله تعالى ( قال هؤلاء بناتي )(3) .
     وتعرب ( تان وهاتان ) إعراب المثنى ، فترفع بالألف وتنصب وتجر بالياء .
     نحو : هاتان طالبتان مجتهدتان .
     ومثال النصب : تسلمت هاتين الرسالتين .
     ومثال الجر : قوله تعالى ( أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين )(4) .
ـــــــــــــ
(1) آل عمران [119]           (2) النحل [86] .
(3) هود [78]                   (4) القصص [27] .
التاء

نماذج من الإعراب

     قال تعالى ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) .
قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
تالله : التاء حرف جر للقسم ، ولفظ الجلالة مجرور بها ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف ( نقسم ) .
إنك : إن حرف مشبه بالفعل ، والكاف في محل نصب اسمها .
لفي : اللام مزحلقة ، في : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
ضلالك : ضلال اسم مجرور ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن في محل رفع .
القديم : صفة مجرورة .
     والجملة الاسمية من ( إن ) وما بعدها في محل نصب مقول القول .

     قال تعالى ( وإذ كففت بني إسرائيل عنك ) .
وإذ : الواو للعطف ، إذ : ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بكففت الآتي ، وهو مضاف .
كففت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل . والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه .
بني : مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف .
إسرائيل : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
عنك : جار ومجرور متعلقان بكففت .
تارة       تبا       تجاه

تارة
     ظرف زمان متعلق بما قبله ، متضمن معنى ( حين ) .
     نحو : تركته تارةً ولحقت به تارةً أخرى .
     ومنه قوله تعالى ( أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارةً أخرى )(1) .
     وقوله تعالى ( ومنها نخرجكم تارةً أخرى )(2) .

تبا
     مصدر منصوب على المفعولية المطلقة من الفعل ( تَبَّ ) بمعنى قطع .
     قال تعالى ( تبت يدا أبي لهب وتب )(3) .
     ونقول : تباً لها ما أمرها ، والتقدير : تبت تباً .
     ومنه قول جرير :
              تباً لجعتن إذ لقيت مقاعسا       متخشعا ولأي شكر تخشع
     وقد تكون مفعول به لفعل محذوف .
     نحو : تباً له من جبان ، والتقدير : ألزمه الله تباً .

تجاه

     حرف مكان منصوب بالفتحة يلزم الإضافة لما بعده .
     نحو : جلست تجاه النافذة .
ــــــــــــــ
(1) الإسراء [69]               (2) طه [55] .
(3) المسد [1] .
تحت

     ظرف مكان ملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة في حالة البناء .
     تقول : جلست تحت الشجرة .
     ومنه قوله تعالى ( إذ يبايعونك تحت الشجرة )(1) .
     وقوله تعالى ( كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين )(2) .
     ومنه قول أبي النجم العجلي :
         موتق الأعلى أمين الأسفل       أقب من تحت عريض من عمل
     فتحت في البيت مبنية على الضم لأنها قطعت عن الإضافة لفظاً لا معنى .
     ويأتي معرباً إذا سبقه أحد حروف الجر ، وكان مضافاً لفظاً ومعنى .
     نحو قوله تعالى ( أنَّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار )(3) .
     وقوله تعالى ( من فوقهم ومن تحت أرجلهم )(4) .

نماذج من الإعراب

     قال تعالى ( إذ يبايعونك تحت الشجرة ) .
إذ : ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل
بعده ، وهو مضاف .
يبايعونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به .
     والجملة في محل جر مضاف إليه .
ــــــــــــــ
(1) الفتح [18]            (2) التحريم [10] .
(3) البقرة [25]           (4) المائدة [66] .
تحت

تحت : تحت ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل قبله ، وهو مضاف .
الشجرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
     قال تعالى ( أنَّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) .
أن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، ناصب لاسمه رافع لخبره .
لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر أن في محل رفع .
جنات : اسم أن منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث
سالم .
تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة .
     وجملة تجري ... إلخ في محل نصب صفة لجنات .
     وجملة أن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل بشر في أول الآية .

تَخِذ      ترك      تراك

تخذ
     تأتي فعلاً من أفعال التحويل بمعنى ( صير ) تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، ولا يدخل على المصدر المؤول من ( أنّ واسمها وخبرها ، أو أن والفعل المضارع ) .
     نحو : تخذت محمداً صديقاً .
     ومنه قول جندب بن مرة الهذلي * :
             تخذت غراز إثرهم دليلاً        وفروا في الحجاز ليعجزوني
     أما إذا جردت ( تخذت ) من معنى ( صير ) فهي حينئذ فعلاً لا يتعدى إلا لمفعول واحد ، نحو : تخذت مع الشاي لبناً .

ترك
     فعلاً من أفعال التحويل بمعنى ( صير ) – أنظر تخذ – .
نحو : ترك الزلزال القرية يباباً .
     ويأخذ مفعولاً واحداً إذا كان بمعنى ( التخلي ) عن الشيء .
نحو : تركت المال لأصحابه .

تراك
     اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى ( اترك ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، ومنه قول الشاعر ** :
              تراكها من إبل تراكها       أما ترى الخيل لدى أوراكها
ــــــــــــ
     * أحد شعراء هذيل المعدودين .      ** الشاهد بلا نسبة .
تعالَ     تواً

تعال

     فعل أمر جامد مبني على الفتح بمعنى ( أقبل ) ، وقد يبنى على الكسر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، نحو : تعال لتشاركنا في الحفل .
     وتلحقه ياء المخاطبة فنقل : تعالَي .
     ومنه قول أبي فراس :
          أيا جاراتا ما أنصف الدهر بيننا       تعالي أقاسمك الهموم تعالي
     كما تلحقه واو الجماعة فنقول : تعالوا .
     ومنه قوله تعالى ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله )(1) .

تواً

     يعرب مفعولاً مطلقاً منصوباً بالفتحة ، أو نائباً عنه .
نحو : حضرت توا . وقد تعرب حالاً منصوبة .
ــــــــــــ
(1) المنافقون [5] .

0 comments:

Post a Comment