حرف الكاف


حرف الكاف
     تأتي الكاف على أوجه كالآتي :
أولاً : حرف جر له ثلاث معان :
1 – للتشبيه ، نحو : أنت شامخ كالطود (1) ، وأنت كالأسد .
     ومنه قوله تعالى ( وردة كالدهان )(2) .
ـــــــــــــــ
(1) الطود : الجبل              (2) الرحمن [37] .
الكاف

     ومنه قول امرئ القيس :
         فادرك لم يجهد ولم يئن شأوه          يمر كخذروف الوليد المثقب
2 – للتعليل ، نحو قوله تعالى ( واذكروه كما هداكم )(1) .
     وقوله تعالى ( ويكأنه لا يفلح الظالمون )(2) .
     وقوله تعالى ( كما أرسلنا فيكم رسولاً )(3) .
3 – وتضمن معنى ( على ) وتسمى بكاف الاستعلاء ، كقوله : كن كما أنت ، أي ثابتاً على ما أنت عليه ، ( فما ) موصولة ، ويجوز أن تكون زائدة أو كافة .
ثانياً : تأتي الكاف زائدة للتوكيد .
     كقوله تعالى ( ليس كمثله شيء )(4) .
     ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
        فلما توافقنا عرفت الذي بها        كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل
ومنه قول الشاعر * :
                وقتلى كمثل جذوع النخل        تغشاهم سيل منهمر
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [198]                  (2) القصص [82] .
(3) البقرة [151]                  (4) الشورى [11] .
     * أوس بن حجر : هو أوس بن حجر بن عتاب بن مالك التميمي ، يكنى أبا شريح شاعر تميم في الجاهلية ، وفحل من فحول شعراء مضر حتى نشأ النابغة وزهير فاخملاه ، وكان كثير الوصف لمكارم الأخلاق ، ومن أوصف الشعراء للخمر والسلاح وهجاه النابغة الجعدي في أيام معاوية بحضرة الأخطل والحجاج ، ولكن أوس غلبه بقوله :
لعمرك ما تبلى سرابيل عامر         من اللؤم ما دمت عليها جلودها
     فأغلق على النابغة وحار في الرد عليه ، وقد جعله ابن سلام من فحول الطبقة الإسلامية الثانية .
الكاف

     ومنه قول رؤبة :
           قب من التعداء حقب في سرق        لواحق الأقراب فيها كالمقق
ثالثاً : تأتي الكاف اسماً بمعنى ( مثل ) وتعرب حسب موقعها من الكلام وتكون مضافة إلى المتصل بها ، سواء أكان مفرداً أو جملة ، ومواقعها الإعرابية كالآتي :
1 – الرفع على الابتداء ، كقول الشاعر * :
             أبدأ كالفراء فوق ذراها        حين يطوي المسامع الصراط
     ومنه قول المتنبي :
        أتت زائراً ما خامر الطيب ثوبها         كالمسك من أردانها يتضوع
     فالكاف في قول الشاعرين ( كالفراء ) و ( كالمسك ) جاءت في محل رفع مبتدأ والفراء والمسك في محل جر بالإضافة .
2 – اسم كان ، كقول جميل بثينة :
           لو كان في قلبي كقدر قلامة         حباً لغيرك ما أتتك رسائلي
     فالكاف في ( كقدر ) بمعنى مثل في محل رفع اسم كان ، وقدر مضاف إليه .
3 – خبر كان ، كقول الفرزدق :
              وكنت كفاقئ عينيه عمداً         فأصبح ما يضيء له نهار
     فالكاف في قوله ( كفاقئ ) في محل نصب خبر كان ، وفاقئ مضاف إليه .
4 – وتأتي فاعلاً ، كقول الأعشى :
        أتنتهون ولن ينتهي ذوي شطط         كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
     فالكاف في ( كالطعن ) في محل رفع فاعل لينتهي ، والطعن مضاف إليه .

ـــــــــــــــ
     * الشاهد بلا نسبة في العيني ولم يذكر في غيره .
الكاف
5 – مفعولاً به ، كقول النابغة :
        لا يبرمون إذا ما الأفق حلله         برد الشتاء من الأمحال كالأدم
     فالكاف في قوله ( كالأدم ) في محل نصب مفعول به ليبرمون ، والأدم مضاف إليه .
6 – خبر إن ، كقول مسكين الدارمي :
         أخاك أخاك إن من لا أخا له        كساع إلى الهيجا بغير سلاح
     فالكاف في ( كساع ) بمعنى مثل في محل رفع خبر إن ، وساع مضاف إليه .
7 – وتأتي الكاف مجرورة بحرف الجر ، كقول الشاعر * :
          بكالقوة الشعواء جلت فلم        أكن لأولع إلا بالكمي المقنع
     فالكاف في قوله ( بكالقوة ) في محل اسم مجرور بمعنى مثل ، والقوة مضاف إليه .
8 – اسماً مضافاً إليه ، كقول الشاعر ** :
         تيم القلب حب كالبدر لا بل        فاق حسناً من تيم القلب حبا
     فالكاف في ( كالبدر ) في محل جر بالإضافة إلى حب ، وهي مضافة ، والبدر مضاف إليه .
9 – تأتي صفة ، كقول امرئ القيس :
         وليل كموج البحر أرخى سدوله        علي بأنواع الهموم ليبتلي
فالكاف في ( كموج ) في محل جر صفة لليل .
10 – وتأتي الكاف بمعنى مثل نائبة عن المفعول المطلق ، أو صفة لمفعول مطلق محذوف ، كقول جرير :
             من سد مطلع النفاق عليكم         أم من يصول كصولة الحجاج
ـــــــــــــــ
     * الشاهد بلا نسبة .              ** الشاهد بلا نسبة .
الكاف

     فالكاف في ( كصولة ) إما نائبة عن المفعول المطلق ، والتقدير : يصول صولاً مثل صولة الحجاج ، فحذف المفعول المطلق وأناب عنه نائبه ، أو هي صفة له .
رابعاً : تأتي الكاف ضميراً متصلاً ومحله في الإعراب الآتي :
1 – تكون في محل نصب مفعول به إذا اتصلت بالفعل .
     نحو : رأيتكَ ، ورأيتكِ للمخاطب والمخاطبة ، كما تلحقه علامات التثنية والجمع ، نقول : رأيتكما ، ورأيتكم ، ورأيتكن .
     ومنه قوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر )(1) .
2 – في محل جر بالإضافة إذا اتصلت بالاسم .
     نحو : هذا كتابكَ ، وكتابكِ ، كما تلحقها علامات التثنية والجمع ، فنقول : كتابكما وكتابكم ، وكتابكن .
3 – في محل جر بحرف الجر .
     نحو : جاءني منك رسالة ، ومنه قوله تعالى ( ولا أعصي لك أمراً )(2) .
خامساً : وتأتي الكاف حرف خطاب ، مبنياً لا محل له من الإعراب ، وذلك في المواضع الآتية :
1 – إذا لحقت اسم الإشارة ، فنقول : ذلك ، وتلك ، وذاك .
     ومنه قوله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه )(3) .
     وبالضمير المنفصل إياكَ ، وإياكِ وملحقاتها .
2 – إذا لحقت الفعل ( أرأيت ) الذي بمعنى ( أخبرني ) فهي واقعة بعد الضمير ، كقوله تعالى ( أرأيتك هذا الذي كرمت علي )(4) .
ـــــــــــــــ
(1) الكوثر [1]         (2) الكهف [69]         (3) البقرة [2]          (4) الإسراء [62] .
الكاف

3 – بعض أسماء الأفعال وبعض الأفعال وهي : أبصر ، وليس ، ونعم ، وبئس .
     نحو : حيهلك ، ورويدك . ونحو : أبصرك زيداً ، وليسك زيد قائماً ، ونعمك الرجل زيد ، وبئسك الرجل عمرو .
نماذج من الإعراب
     قال تعالى ( وردة كالدهان ) .
وردة : خبر كان منصوب بالفتحة .
كالدهان : الكاف حرف جر يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الدهان اسم مجرور بالكاف ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لوردة .

     قال الشاعر : لواحق الأقراب فيها كالمقق .
لواحق : خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هي لواحق ، ولواحق مضاف .
الأقراب : مضاف إليه مجرور .
فيها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .
كالمقق : الكاف زائدة ، المقق مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .

     قال الشاعر :
        أتت زائراً ما خامر الطيب ثوبها         كالمسك من أردانها يتضوع
أتت : أتى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، والتاء للتأنيث
الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .
زائراً : حال منصوب بالفتحة . ما : ما نافية لا عمل لها .
خامر : خامر فعل ماض مبني على الفتح . الطيب : فاعل مرفوع بالضمة .
الكاف

ثوبها : مفعول به ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
كالمسك : الكاف اسم بمعنى ( مثل ) في محل رفع مبتدأ ، وهي مضاف ، والمسك مضاف إليه .
من أردانها : جار ومجرور متعلقان بالفعل يتضوع ، والضمير في محل جر بالإضافة.
يتضوع : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على المسك ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للكاف .
     قال تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر ) .
إنا : إن حرف مشبه بالفعل ، ونا المتكلمين في محل نصب اسمها .
أعطيناك : أعطى فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا المتكلمين ، ونا المتكلمين في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به أول . الكوثر : مفعول به ثان .
     والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
     " هذا كتابك " .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
كتابك : كتاب خبر مرفوع ، وهو مضاف ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .
     " جاءني منك رسالة " .
جاءني : جاء فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية حرف مبني ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به أول .
منك : جار ومجرور متعلقان بجاء .
رسالة : فاعل مرفوع بالضمة .
الكاف        كائنا ما كان

     قال تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) .
ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الكتاب : خبر مرفوع بالضمة .
لا ريب : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، وريب اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .
كائنا ما كان
     اسم فاعل من كان التامة بمعنى حصل أو وجد ، حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، و ( ما ) حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وكان فعل ماض تام مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره
هو ، و ( ما ) وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل ( لكائن ) .
     وقد تكون ( كائنا ) اسم فاعل من ( كان ) الناقصة ، وهي أيضاً حال منصوبة واسمها ضمير الشأن مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، و ( ما ) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب خبر ( كائن ) ، و ( كان ) فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى ( ما ) الموصولة ، وخبرها محذوف تقديره في مثل قولنا : سأكافئ الفائز كائنا ما كان ، كائنا الفائز الذي هو إياه ، وجملة ( كان ) واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول .
     وقد تعرب ( كائنا ما كان ) صفة إذا وقعت بعد النكرة .
     نحو : عاقبت مهملاً كائنا ما كان .
كائنا من كان        كاد        كافة

كائنا من كان
     تعرب إعراب ( كائنا ما كان ) ، أنظر ص390 .
كاد
     فعل من أفعال المقاربة يعمل عمل كان وخبرها لا يكون إلا فعلاً مضارعاً مجرداً من أن ، نحو قوله تعالى ( يكاد البرق يخطف أبصارهم )(1) .
     ومنه قول امرئ القيس :
        منعت الليث من أكل ابن حجر        وكاد الليث يودي بان حجر
     وتعمل كاد ماضياً ومضارعاً كما في الأمثلة السابقة ، كما تعمل اسم فاعل ومصدر ، مثال اسم الفاعل قول كثير عزة :
          أموت أسى يوم الرجام وأنني         يقيناً لرهن بالذي أنا كائد
     ومصدرها : كوداً ، ومكاداً ، ومكادة ، وكيداً .
     وهو بمعنى : هم وقارب ولم يفعل .
كافة
     اسم بمعنى ( جميعاً ) .
     نحو قوله تعالى ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة )(2) .
     وتعرب حالاً منصوبة بالفتحة ، ومنه قوله تعالى ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً )(3)، فكافة حال منصوبة ، وإلا أداة حصر لا عمل لها .
     وقد اتفق النحاة على منع دخول ( أل ) التعريف عليها أو إضافتها غير أن عمر بن الخطاب استعملها مضافة في قوله " قد جعلت لآل بني كاهلة على كافة المسلمين لكل عام مائتي مثقال ذهباً إبريزاً " .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [20]                 (2) التوبة [36]                 (3) سبأ [28] .
كافة        كان

     وقد نص الفيروز أبادي على عدم دخول ( أل ) عليها فقال :
     " فلا يقال جاءت الكافة لأنه لا يدخلها ( أل ) " (1) .
كان
     فعل ماض ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر ويفيد إضافة الاسم بالخبر في الزمن الماضي ، نحو : كان الجو دافئاً ، ومنه قوله تعالى ( وكان الله غفوراً رحيماً )(2) ، وقوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )(3) .
     ومنه قول الشاعر * :
           وكنت إذا غمزت قناة قوم         كسرت كعوبها أو تستقيما
     وكان متصرفة يعمل المضارع منها والأمر عمل الماضي .
     كقول عمرو بن كلثوم :
           متى ننقل إلى قوم رحانا        يكونوا في اللقاء لها طحينا
           يكون تفالها شرقي نجـد       ولهوتها قضاعـة أجمعينـا
     ومثال الأمر : قول الشاعر ** :
        كونوا كمن واسى أخاه بنفسه       نعيش جميعاً أو نموت كلانا
ـــــــــــــــ
(1) أنظر القاموس المحيط ج3 ص191 مادة كف .
(2) النساء [96]              (3) آل عمران [110] .
     * زياد الأعجم : هو أبو أمامة بن سليمان مولى عبد القيس أحد بني عامر بن الحارث ، عرف بزياد الأعجم لغلبة العجمية على لسانه ، ذكر أن أصله ومولده ومنشأه في أصبهان ثم انتقل إلى خرسان فلم يزل فيها حتى مات ، كان شاعراً جذلاً فصيح الألفاظ على لكنة لسانه وجريه على لفظ أهل بلده .
     ** نسب بعض النحويين هذا البيت لرجل يقال له : معروف ، ولم يذكروا عنه شيئاً ونسبه بعضهم لصفوان بن محرث الكناني . راجع في ذلك معجم شواهد النحو الشعرية للدكتور حنا حداد ، الشاهد رقم 2944 ص664 .
كان

ثانياً : وتأتي كان تامة تكتفي بفاعلها إذا كانت بمعنى ( وجد ) أو ( ثبت ) أو ( حصل ) ، نحو : فلما كان العشاء توقفنا عن المسير .
     ومنه قوله تعالى ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )(1) .
     ومنه قول أبي تمام :
               كان الذي خفت أن يكونا        إنا إلى الله راجعونا
ثالثاً : وتأتي زائدة لا عمل لها ، وتكون زيادتها في المواضع الآتية :
1 – بين المبتدأ والخبر ، نحو : محمد كان جالس .
2 – بين الفعل ومعموله ، نحو : لم أر كان مثلك .
3 – بين الصلة والموصول ، نحو : جاء الذي كان أكرمته .
4 – بين الصفة والموصوف ، نحو : مررت برجل كان جالس .
     ومنه قول الشاعر :
        وماء كالعذب الذي لو شربته        شفاء لنفس كان طال اعتلالها
5 – بين ما التعجبية وفعل التعجب ، نحو : ما كان أجمل السماء .
6 – وتزاد بين الجار والمجرور .
     كقول الشاعر * :
          سراة بني أبي بكر تسامي         على كان المسومة العراب
تنبيه :
     كان الزائدة لا تكون إلا بلفظ الماضي .

ـــــــــــــــ
(1) البقرة [280] .
     * الشاهد بلا نسبة .
كان

نماذج من الإعراب

     قال تعالى ( وكان الله غفوراً رحيماً ) .
وكان : الواو حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع بالضمة .
غفوراً : خبر كان منصوب بالفتحة .
رحيماً : صفة منصوبة .
     والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .
     قال تعالى ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ) .
وإن : الواو حرف عطف أو استئناف ، إن حرف شرط جازم .
كان : فعل ماض تام بمعنى ( وجد ) مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط .
ذو : فاعل كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .
عسرة : مضاف إليه مجرور .
     وجملة كان ذو عسرة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
فنظرة : الفاء واقعة في جواب الشرط ، نظرة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف ، والتقدير : فعليكم نظرة ، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط .
     ويجوز اعتبار نظرة خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : والواجب نظرة .
إلى ميسرة : جار ومجرور متعلقان بنظرة .
     وجملة إن كان ... إلخ معطوفة على ما قبلها ، أو لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

كان       كأنّ

     قال الشاعر :
          سراة بني أبي بكر تسامي         على كان المسومة العراب
سراة : وفي رواية ( جياد ) مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
بني : مضاف إليه مجرور بالياء ، وبني مضاف .
أبي : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
تسامي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على سراة ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .
على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
كان : زائدة لا عمل لها .
المسومة : اسم مجرور بعلى ، والجار والمجرور متعلقان بتسامي .
العراب : صفة مجرورة بالكسرة .
كأنّ

     حرف مشبه بالفعل من أخوات أن ينصب المبتدأ ويرفع الخبر .
     نحو : كأن وجهك بدر ، ومنه قوله تعالى ( كأنهم جراد منتشر )(1) .
     وكأن لها معانٍ أربعة هي :
أولاً : تأتي للتشبيه : وهو أهم معانيها ، وعليه جمهور النحاة .
     كقوله تعالى ( كأنهم أعجاز نخل خاوية )(2) .
     ومنه قول قيس بن الملوح :
     كأن فجاح الأرض حلقة خاتم        عليه فما تزداد طولاً ولا عرضا
ـــــــــــــــ
(1) القمر [7]          (2) الحاقة [7] .
كأن

     ومنه قول الشاعر * :
      كأنهم أسيف بيض يمانية         عضب مضاربها باق بها الأثر
ثانياً : تأتي للتحقيق : كقول عمر بن أبي ربيعة :
   كأنني حين أمسي لا تكلماني        ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا
     ومنه قول الشاعر ** :
       كأنك لم تذبح لأهلك نعجة        فيصبح ملقى فالفناء أهابها
     وقول الآخر *** :
       فأصبح بطن مكة مقشعراً        كأن الأرض ليس بها هشام
     ويتضح من الأبيات السابقة أن ( كأن ) فيها لا تخرج عن التشبيه .
ثالثاً : تأتي للشك بمعنى ( ظننت ) :
     نحو : كأن محمداً شاعر ، والتقدير : ظننت محمداً شاعر .
رابعاً : تأتي للتعريب :
     نحو : كأنك بالشتاء مقبل .
     ومنه قول الحسن البصري : (كأنك بالدنيا لم تكن ، وكأنك بالآخرة لم تزل) .

ـــــــــــــــ
     * الشاهد بلا نسبة في مصادره .
     ** الشاهد بلا نسبة في بعض المصادر كابن السيرافي وفي بعضها منسوب إلى سويد بن الطويلة .
     *** الحارث بن خالد : هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو المخزومي ، أحد شعراء قريش الغزليين المعدودين ، وكان يذهب مذهب عمر بن أبي ربيعة ، وكان يهوى عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ، ولاه عبد الملك مكة المكرمة ، وكان ذا قدر وخطر ومنظر في قريش ، وأخوه عكرمة بن خالد المخزومي متحدث جليل من وجوه التابعين .
كأنّ        كأنْ

     ومما لا شك فيه أن ( كأن ) في جميع الأمثلة السابقة تفيد التشبيه إلى جانب احتمالها المعاني الأخرى بالتأويل .

كأنْ
     وهي المخففة من ( كأن ) المشددة النون ، ويجوز أن تعمل بدون شرط .
     كقول رؤبة : " كأن وريدية رشاء خلب " .
     ومنه قول الشاعر * :
         يوماً توافينا بوجه مقسم كأن        ظبية تعطو إلى وارق السلم
     فكان في المثالين السابقين عاملة وهي مخففة من الثقيلة ، ولم يشترط فيها أن يكون اسمها ضمير الشأن .
     فاسمها في البيت الأول ( وريدية ) وخبرها ( رشاء ) ، وفي البيت الثاني ( ظبية ) وخبرها محذوف .
     أما على رواية الرفع فتكون ظبية خبر كأن واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه ظبية .
     وهذا هو الوجه الأحسن لأن حكمها في العمل حكم ( أن ) المفتوحة ، وعلى ذلك إذا خففت تكون عاملة بشرط تقدير اسمها ضمير الشأن ، والدليل على ذلك قوله تعالى ( كأن لم تغن بالأمس )(1) .
     وقوله تعالى ( كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار )(2) .
ـــــــــــــــ
(1) يونس [24]                (2) يونس [45] .
     * باغث بن صريم : وقالوا باعث بن صريم – بعين وتاء مثلثة – مع أن بعضهم نسبه لكعب بن أرقم ، وإلى الأرقم بن علياء ، ولزيد بن أرقم ، ولراشد بن شهاب .
كأن      كأنما
     ومنه قول الشاعر * :
        كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا       أنيس ولم يسمر بمكة سامر
     والتقدير : كأنه لم يكن .
     ومنه قول الأشجع ** :
          كأن لم يمت حي سواك ولم يقم       على أحد إلا عليك النوائح
كأنما
     مركبة من ( كان ) و ( ما ) الزائدة ، فكفتها عن العمل نحو ، كأنما محمد قائم ، ومنه قوله تعالى ( فكأنما خر من السماء )(1) .
     ومنه قول شقيق بن سليك :
                  فكأنما نظروا إلى قمر      أو حسبت علق قوسة فرح
     ومنه قول ساعدة بن جؤية :
             كأنما يقع البصرى بينهم       من الطوائف والأعناق بالوذم
     وقول الآخر *** :
           كأنما ضربت قدام أعينها       قطنا بمستحصد الأوتار محلوج
ـــــــــــــــ
(1) الحج [31] .
     * مضاض بن عمرو الجرهمي : هو مضاض بن عمرو بن الحارث الجرهمي أحد ملوك جرهم وساداتهم وجد ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام نزل بمكة وتولى أمرة البيت الحرام بعد وفاة نابت بن إسماعيل وكانت سكناه مع قبيلة جرهم بأعلى مكة بعد أن خرج من اليمن ، وكان بأسفلها من جهة جياد قبيلة قطوراء اليمنية أيضاً وسيدها السميدع ، فاقتتل الطرفان وكانت الغلبة لماض ، فأصبح ملكاً للقبيلتين على مكة .
     ** أشجع السلمي : هو أبو الوليد أشجع بن عمرو السلمي ، من بني سليم بن قيس بن عيلان ، شاعر فحل ولد باليمامة ونشأ بالبصرة وانتقل إلى الرقة واستقر ببغداد ، كان معاصراً لبشار ، مدح البرامكة وأعجب الرشيد بشعره ، فأثري وحسنت حالته ، ومات بعد الرشيد سنة 195 هـ تقريباً ورثاه .
     *** الشاهد بلا نسبة في مصادره .
كأنَّ      كأنْ      كأنما
نماذج من الإعراب

     قال الشاعر :
         كأنهم أسيف بيض يمانية       عضب مضاربها باق بها الأثر
كأنهم : كأن حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، والضمير في محل نصب اسمه .
أسيف : خبر مرفوع بالضمة .
بيض : صفة لأسيف مرفوعة .
يمانية : صفة ثانية .
عضب : نعت سببي لأسيف .
مضاربها : فاعل للمصدر عضب ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
باق : مبتدأ مرفوع بالضمة .
بها : جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل باق .
الأثر : فاعل سد مسد الخبر .
     قال الشاعر :
          يوماً توافينا بوجه مقسم      كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
يوماً : ظرف منصوب بالفتحة متعلق بتوافي .
توافينا : توافي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي ، ونا المتكلين في محل نصب مفعول به .
بوجه : جار ومجرور متعلقان بتوافي .
مقسم : صفة لوجه مجرورة .
كأنَّ      كأنْ      كأنما
كأن : حرف تشبيه ونصب مخففة من الثقيلة مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
ظبية : اسم كأن منصوب بالفتحة الظاهرة .
تعطو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود إلى ظبية .
     والجملة في محل نصب صفة لظبية .
     وخبر كأن محذوف وتقديره إما أن نقول : كأن ظبية عاطية هذه المرأة ، وذلك على التشبيه المعكوس ، وهو أبلغ .
     أما إذا اعتبرنا ظبية خبر كأن في رواية الرفع ، والجملة بعدها صفة لها واسم كأن محذوف يكون التقدير : كأنها ظبية .
     كما يجوز جر ظبية على اعتبار أن ( أن ) زائدة بين الكاف ومجرورها .
     والتقدير : كظبية ، ولا يخفى عليكم ما في ذلك من تكلف فتدبره .
إلى وارق : جار ومجرور متعلقان بتعطو ، ووارق مضاف .
السلم : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكن آخره لأجل الوقف .
     قال الشاعر :
       كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا      أنيس ولم يسمر بمكة سامر
كأن : مخففة من الثقيلة حرف مشبه بالفعل ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه .
لم يكن : لم حرف نفي وجزم وقلب ، ويكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون .
بين الحجون : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف خبر كأن مقدم ، وهو مضاف ، والحجون مضاف إليه مجرور بالكسرة .
إلى الصفا : جار ومجرور متعلقان بيكن .
كأنما      كأي      كأين
أنيس : اسم يكن مرفوع بالضمة .
     والجملة من لم يكن واسمها وخبرها في محل رفع خبر كأن .
ولم يسمر بمكة سامر : معطوفة على جملة لم يكن .
     قال تعالى ( فكأنما خر من السماء ) .
فكأنما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، كأن حرف مشبه بالفعل ، وما زائدة كافة لكأن عن العمل .
خر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على المشترك .
من السماء : جار ومجرور متعلقان بخر .
كأي وكأين
     اسم مركب من كاف التشبيه و ( أي ) المنونة وهي بمعنى ( كم ) الخبرية ، تفيد الإخبار عن الكثرة ، ولها صدر الكلام ، وتمييزها مجرور بمن ، ولا يخبر عنها إلى بجملة أو شبه جملة مع اختصاصها بالدخول على الفعل الماضي ، وهي إحدى ألفاظ كنايات العدد ، فمثال جر تمييزها بمن : كأي من عالم بذل حياته في سبيل العلم ، ومنه قوله تعالى ( فكأين من قرية أهلكناها )(1) .
     وكأين ، وكائن لغات في كأي لا اختلاف بينهن .
     وتعرب كأي إعراب كم الخبرية فهي في جميع أحوالها مبنية على السكون في محل :
1 ـ مبتدأ وخبرها جملة أو شبه جملة .
     مثال الخبر الجملة : قولنا : كأين من فائز كرمه زملاؤه .
     ومنه قوله تعالى : ( وكأين من قرية عتت )(2) .
ـــــــــــــــ
(1) الحج [45]               (2) الطلاق [8] .
كأي        وكأين

     وقوله تعالى ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك )(1) .
     ومنه قول الشاعر * :
              أطأ اطراد الياس فكأين        آلماحم يسره بعد عسر
     ومثال الخبرية وشبه الجملة : كأين من بطل في صفوفنا .
2 ـ في محل نصب مفعول به ، نحو : كأي من دينار أنفقت .
3 ـ في محل نصب مفعول مطلق ، نحو : كأي من مرة نصحتك .
تنبيه :
     وكما يأتي تمييز كأي مجرور بمن وهو الغالب ، قد يأتي أيضاً منصوباً .
     كقول الشاعر ** :
           وكأين لنا فضلاً عليكم ومنة      قديماً ولا تدرون ما من منعم

نماذج من الإعراب
     قال تعالى ( وكأين من قرية عتت ) .
وكأين : كناية عن عدد مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
من قرية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأين .
عتت : فعل ماض والتاء للتأنيث الساكنة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على القرية .
     والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأين .
ـــــــــــــــ
(1) محمد [13] .
     * الشاهد بلا نسبة في العيني .
     ** الشاهد بلا نسبة في العيني .
كأي       كأين        كثيراً

     " كأي من دينار أنفقت " .
كأين : كناية عن عدد مبينة على السكون في محل نصب مفعول به مقدم .
من دينار : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة لكأين .
أنفقت : فعل وفاعل .
     " وكأي من مرة نصحتك " .
كأي : كناية عن عدد مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .
من مرة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأي .
نصحتك : فعل وفاعل ومفعول به .

كثيراً
     اسم يعرب حسب موقعه من الجملة ، فيأتي فاعلاً في مثل قوله تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب )(1) ، ومفعول به في قوله تعالى ( يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً )(2) ، واسم إن في مثل قوله تعالى ( وإن كثيراً من الناس لفاسقون )(3) .
     وتكون صفة للمفعول المطلق المحذوف أو صفة نائبة عنه والوجه الأول أحسن في مثل قوله تعالى ( واذكروا الله كثيراً )(4) ، والتقدير : ذكراً كثيراً ، وقد أعربها بعض المتقدمين حالاً من ضمير مصدر الفعل ، ومثله قوله تعالى ( فكلا منها رغداً )(5) ، والتقدير فكلا الأكل حال كونه رغدا وهي حال جامدة مؤولة بالمشتق أي راغدين هانئين ، وهذا مذهب سيبويه وقال به ابن هشام ولا يخفى ما في ذلك من تكلف فتدبر أمرك .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [109]          (2) البقرة [26]           (3) المائدة [49] .
(4) الجمعة [10]          (5) البقرة [35] .
كذا

أولاً : إحدى كنايات العدد ، يكنى بها عن الكثرة والقلة المجهولة .
     نحو : اشتريت كذا كتاباً .
     ولا يأتي تمييزها إلا منصوباً ، وتأتي مكررة .
     نحو : اشتريت كذا كذا قلما .
     وتعرب ( كذا ) الثانية توكيداً لفظياً للأولى .
     ويأتي تمييزها مفرداً أو جمعاً .
     نحو : اشتريت كذا كتاباً أو كذا كتباً .
     و ( كذا ) ليس كغيرها من كنايات العدد تأتي في أول الكلام ، وإنما تتوسطه ولذلك تعرب حسب موقعها من الكلام .
1 ـ فقد تأتي في محل رفع فاعل ، نحو : جاء كذا طالباً .
2 ـ في محل نصب مفعول به ، نحو : رأيت كذا طالباً .
3 ـ في محل جر ، نحو : مررت بكذا طالباً .
4 ـ في محل نصب مفعول فيه ، نحو : سافرت كذا يوماً ، وسرت كذا ميلاً .
5 ـ في محل نصب مفعول مطلق ، نحو : ضربت المهمل كذا ضربة .
6 ـ في محل رفع مبتدأ ، نحو : عندي كذا كتاباً .
7 ـ في محل رفع خبر ، نحو : الكراسات كذا كراسة .

ثانياً : لفظة مركبة من ( ك ) التشبيه و ( ذا ) اسم إشارة .
     نحو : لم تكتب كذا .



كذا       كذلك       كرب
     ومنه قول المتنبي :
    كذا أنا يا دنيا إذا شئت فاذهبي        ويا نفس زيدي في كرائها قدما
     وتدخل عليها ( هاء ) التنبه فنقول : هكذا .
     نحو : هكذا تفعل الأيام ، وجلست هكذا .
     وتتصل بها لام البعد وكاف الخطاب فنقول : كذلك .
     نحو : جئت به كذلك .
ثالثاً : تأتي ( كذا ) اسم يكنى به عن غير العدد فيقع مضافاً إليه ولا يحتاج إلى مميز (1) .
     نحو : جلست في مكان كذا .
كذلك
     كلمة مركبة من ( ك ) التشبيه و ( ذا ) اسم الإشارة ، واتصلت بها لام البعد وكاف الخطاف ، نحو : نسقي الأشجار وكذلك الزهور .
كرب
     فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة يعمل عمل كان ، ويشترط في خبره أن يكون جملة فعلية مضارعية (2) .
     كقول الشاعر * :
        كرب القلب من جواه يذوب        حين قال الوشاة هند غضوب
     ومنه قول الراجز :
         قد برت أو كربت أن تبورا        كما رأيت بيتها مثبورا
ـــــــــــــــ
(1) أنظر المنهاج في القواعد والإعراب لمحمد الأنطاكي ص 282 .
(2) أنظر أوشك ص 166 .
     * الشاهد بلا نسبة في بعض المصادر وفي بعضها كالعيني نسبه إلى كحيلة اليربوعي .
كذا

نماذج من الإعراب

     " اشتريت كذا قلما " .
اشتريت : فعل وفاعل .
كذا : كناية عن عدد مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
قلما : تمييز منصوب .
     " لم تكتب كذا " .
لم : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ( ما ) اسم استفهام مبني على السكون على الألف المحذوفة لدخول حرف الجر عليه وهو في محل جر والجار والمجرور متعلقان بالفعل تكتب .
تكتب : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
كذا : الكاف حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويجوز أن يكون اسماً مبنياً على الفتح في محل نصب حال أو مفعول مطلق و ( ذا ) اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف أو في محل جر بالإضافة إذا اعتبرنا الكاف اسماً ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، أو بمحذوف مفعول مطلق ويرجع سبب الاختلاف لاختلاف التقدير ، فإن قدرنا المحذوف لم تكتب كائناً ، فهما متعلقان بحال ، لأن كائناً يعود ضميرها المستتر على فاعل تسير ، وإن كان التقدير ( لم تكتب كائنا كذا ) كان تعلقها بـ ( كائنا ) التي هي صفة محذوفة للمصدر المحذوف فيكون المحذوف مفعولاً مطلقاً (1) .

ـــــــــــــــ
(1) المرجع السابق ص 282 لمحمد الأنطاكي .
كذا       كفى

     " جلست في مكان كذا " .
جلست : فعل وفاعل .
في مكان : جار ومجرور متعلقان بالفعل ، ومكان مضاف .
كذا : كناية عن مكان ، مبنية على السكون في محل جر مضاف إليه .
كفى
      فعل ماضي تام ، يكثر دخول الباء الزائدة على فاعله ، إذا كان لازماً بمعنى ( اكتف ) ، كقوله تعالى ( وكفى بالله نصيراً )(1) .
     ومنه قول المتنبي :
           كفى بصفاء الود رقاً لمثله        وبالتهرب منه مفخراً للبيب
     كما يتصل حرف الجر الزائد بمفعوله أيضاً .
     كقوله تعالى ( وكفى بنا حاسبين )(2) .
     ومنه قول المتنبي أيضاً :
      كفى بك داء أن ترى الموت شافيا       وحسب المنايا أن يكن أمانيا
     ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري :
          فكفى بنا فضلاً على من غيرنا      حسب النبي محمد إيانا
     وإذا كان كفى بمعنى جزي وأغنى فهو متعد لمفعول واحد لا غير ، كما في الأمثلة السابقة .
     وقد لا يقترن فاعله بحرف الجر الزائد ، وهذا قليل ، ومنه قوله تعالى ( وكفى الله المؤمنين القتال )(3) .
     وهو حينئذ بمعنى ( وقي ) وينصب مفعولين .
ـــــــــــــــ
(1) النساء [45]          (2) الأنبياء [7]         (3) الأحزاب [25] .
كفى

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( وكفى بالله نصيراً ) .
وكفى : الواو للاستئناف ، كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر .
بالله : الباء حرف جر زائد ، الله : لفظ الجلالة فاعل كفى مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
نصيراً : تمييز منصوب بالفتحة .
     وجملة كفى ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
     قال تعالى ( وكفى بنا حاسبين ) .
وكفى : الواو للاستئناف ، كفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .
بنا : الباء حرف جر زائد ، ونا ضمير المتكلمين في محل نصب مفعول به ، وهو مجرور لفظاً بالباء .
حاسبين : حال منصوب بالياء .
     وجملة كفى ... إلخ استئنافية لا محل لها من الإعراب .
     قال الشاعر :
      كفى بك داء أن ترى الموت شافيا       وحسب المنايا أن يكن أمانيا
كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر .
بك : الباء زائدة ، والكاف ضمير متصل مجرور لفظاً منصوب مفعول به لكفى .
داء : تمييز منصوب بالفتحة .
أن : حرف مصدري ونصب .
كفى       كل
ترى : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
     والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل كفى .
الموت : مفعول به أول لترى .
شافيا : مفعول به ثان لترى .
وحسب : الواو للاستئناف ، حسب : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
المنايا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة .
أن : حرف مصدر ونصب .
يكن : فعل مضارع ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع اسم كان .
أمانيا : خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق .
     والمصدر المؤول من أن يكن ... إلخ في محل رفع خبر حسب .
     قال تعالى ( وكفى الله المؤمنين القتال ) .
وكفى : الواو للاستئناف ، كفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
المؤمنين : مفعول به أول منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم .
القتال : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة .
كل
     اسم معرب لاستغراق أفراد المتعدد ، ولا تستعمل إلا مضافة لفظاً أو تقديراً ، فإذا لم يذكر المضاف إليه نونت تنوين عوض ، كقوله تعالى ( وكل في فلك يسبحون )(1) ، وقوله تعالى ( قل كل يعمل على شاكلته )(2) .
ـــــــــــــــ
(1) يس [40]                      (2) الإسراء [84] .
كل

     ومثال الإضافة قوله تعالى ( وكل شيء فصلناه تفصيلاً )(1) .
     وقوله تعالى ( ويوم نبعث في كل أمة شهيداً )(2) .
     ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
           كل دين يوم القيامة عند الله         إلا دين الحنيفة بور
     ومنه قول سليك بن سلكة * :
        كل سعي سوى الذي يورث الفوز       فعقباه حسرة وخسار
     مواقع كل الإعرابية :
أولاً : تعرب كل حسب موقعها من الكلام إذا أضيفت إلى الاسم الظاهر .
1 ـ فتأتي مبتدأ ، نحو قوله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت )(3) .
     ومنه قول المتنبي :
          فكل غزو إليكم بعد ذا فله       وكل غاز لسيف الدولة التبع
2 ـ وتأتي فاعلاً ، نحو قوله تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت )(4) .
3 ـ نائباً للفاعل ، نحو قوله تعالى ( ثم توفى كل نفس ما كسبت )(5) .
4 ـ مفعولاً به ، كقوله تعالى ( والله لا يحب كل كفار أثيم )(6) .
ـــــــــــــــ
(1) الإسراء [12]             (2) النحل [89] .
     * سليك بن سلكة : هو سليك بن عمرو بن يتربي ، وهو الحارث بن عمرو بن كعب الشيمي ، والسلكة أمة ( أمة سوداء ) ، كان السليك أحد صعاليك العرب العدائين الذين لا تلحق بهم الخيل ، ومنهم الشنفري وتأبط شراً وعمر بن براق وغيرهم ، قال عنه المفضل أنه من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم ، وكان أعرف الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها وأشدهم عدواً على رجليه .
(3) العنكبوت [57]                 (4) آل عمران [30] .
(5) البقرة [281]                   (6) البقرة [276] .
كل
     ومنه قول زهير :
        فكلاً أراهم أصبحوا يعقلونه         صحيحات مال طالعات لمخرم
5 ـ نائباً عن المفعول المطلق ، كقوله تعالى ( فلا تميلوا كل الميل )(1) ، وقوله تعالى ( ولا تبسطها كل البسط )(2) .
     ومنه قول قيس بن الملوح :
        وقد يجمع الله الشتيتين بعدما        يظان كل الظن أن لا تلاقيا
6 ـ وتأتي اسماً مجروراً ، كقوله تعالى ( ويوم نبعث في كل أمة شهيداً )(3) .
ثانياً : وإذا أضيفت ( كل ) إلى الضمير كانت توكيداً معنوياً لرفع التوهم عن الشمول والعموم ، ويتبع المؤكد في إعرابه .
     كقوله تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً )(4) .
     وقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(5) .
     ومنه قول المتنبي :
        من قال لست بخير الناس كلهم       فجهله بك عند الناس عاذره
ثالثاً : وإذا أضيفت ( كل ) إلى الاسم الظاهر وكان من لفظ الموصوف تأتي صفة تفيد بلوغ الغاية القصوى في ما تصف .
     كقولنا : محمد عالم كل العالم ، ومنه : أطعمناه شاة كل شاة .
رابعاً : إذا اتصلت ( كل ) بما المصدرية الظرفية أفادتها الشرطية دون إعمال الجزم ، كقوله تعالى ( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله )(6) .
     وقوله تعالى ( كلما دخلت أمة لعنت أختها )(7) .
ـــــــــــــــ
(1) النساء [129]           (2) الإسراء [29]            (3) النحل [89] .
(4) يونس [99]             (5) الحجر [30]             (6) المائدة [64] .
(7) الأعراف [38] .
كل

     ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
             كلما قلت متى ميعادها         ضحكت هند وقالت بعد غد
     ومنه قول الشاعر * :
           أو كلما وردت عكاظ قبيلة         بعثوا إليَّ عريفهم يتوسم
     وإذا جاءت ( ما ) بعد كل ولم تتصل بها فهي ما الموصولة ، نحو : هذا كل ما عندي .
تنبيه :
 1 ـ " كل من حيث عددها وجنسها " .
     تتبع " كل " من حيث اللفظ إفراداً وتذكيراً ، ومن حيث المعنى ما تضف إليه عدداً وجنساً ، إذا أضيفت إلى نكرة .
     نحو قوله تعالى ( كل امرئ بما كسب رهين )(1) .
     وقوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة )(2) .
     ومنه : كل رجال بما فعلوا رهناء ، وكل نساء بما فعلن رهينات .
     وإذا أضيف إلى معرفة لك الخيار في مراعاة لفظها أو معناها ، نحو : كل الطلاب حضروا أو حضر . والوجه الأول أعم وأحسن .
ـــــــــــــــ
(1) الطور [21]                  (2) المدثر [38] .
     * طريف العنبري : هو طريف بن مالك العنبري ، وقيل ابن عمرو العنبري فارس وشاعر من فرسان العرب في الجاهلية ، وكان يأتي سوق عكاظ في الأشهر الحرم غير مقنع ، وذلك على غير عادة فرسان العرب حتى لا يعرفون بعضهم البعض لما بينهم من التارات والعداوة ، وكان طريف قد قتل شراحيل الشيباني ، فقال حصيصة بن شراحيل أروني طريفاً فأروه إياه فجعل كلما مر به تأمله ونظر إليه فقال له طريفاً ما بك تتأملني ، فقال له حصيصة لئن لقيتك في الحرب لأقتلنك أو تقتلني ، ودارت الأيام والتقيا في حرب وقتله حصيصة بالفعل ثأراً لأبيه .
كل

2 ـ " حالة كل من النفي " .
أ – إذا جاءت كل قبل النفي استغرق النفي كل الأفراد .
     نحو : كل الطلاب لم يحضروا .
ب – وإذا جاءت بعد النفي ثبت النفي لبعض الأفراد فقط .
     نحو : لم يأت كل الناس ، والتقدير : أتى بعضهم .

نماذج من الإعراب
     قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ) .
كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وكل مضاف .
نفس : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ذائقة : خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
الموت : مضاف إليه مجرور .
     والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
     قال تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من الأرض كلهم جميعاً ) .
ولو : الواو استئنافية ، لو حرف امتناع متضمن معنى الشرط غير جازم .
شاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط .
ربك : فاعل مرفوع ، والكاف ضمير المخاطب في محل جر مضاف إليه .
لآمن : اللام واقعة في جواب لو ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب آمن : فعل ماض مبني على الفتح جواب الشرط .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل .
في الأرض : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول ، والتقدير : يوجد في الأرض .
كل

كلهم : كل توكيد معنوي للاسم المجرور مثله ، وكل مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

     " محمد عالم كل العالم " .
محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة .
عالم : خبر مرفوع بالضمة .
كل : صفة لعالم مرفوعة ، وكل مضاف .
العالم : مضاف إليه مجرور .

     قال تعالى ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) .
كلما : أداة شرط غير جازمة في محل نصب ، نائبة عن الظرف ، وهو مضاف .
دخلت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، ودخل فعل الشرط .
أمة : فاعل مرفوع بالضمة .
     والجملة في محل جر بإضافة كلما إليها .
لعنت : فعل ماض جواب الشرط ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .
أختها : مفعول به ، وأخت مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .





كلا وكلتا
     اسمان ملازمان للإضافة ، فإن أضيفا على الضمير كانا توكيداً معنوياً ويشترط فيهما عندئذ الآتي :
1 – أن يكون المؤكد بهما دالاً على المثنى .
2 – أن يصبح حلول الواحد محلهما .
3 – أن يكون ما أسند إليهما متفقاً مع ما قبلها في المعنى ، كقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ )(1) .
     ومنه قول الشاعر * :
               أم هكذا بينهما تعريضا         كلاهما أجد مستعرضا
     ونحو : جاءت الطالبتان كلتاهما .
     وهما يتبعان المؤكد في إعرابه ويأخذان إعراب المثنى رفعاً بالألف ، ونصباً وجراً بالياء ، كقول الشاعر ** :
           ليت وليت في مجال ظنك         كلاهما ذوا أشر ومحك
ـــــــــــــــ
(1) الإسراء [23] .
     * الأغلب العجلي : هو الأغلب بن جشم بن سعد العجلي ، أحد المعمرين عاش في الجاهلية عمراً طويلاً ، وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه ، ثم هاجر إلى الكوفة مع سعد بن أبي وقاص فنزلها واستشهد في موقعة نهاوند ، وقبره هناك مع قبور الشهداء ، ويقال أنه أول من رجز الأراجيز الطوال من العرب .
     ** وائلة بن الأسقع : هو وائلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل الليثي الكناني ، صحابي جليل من أهل الصفة ، كان قبل إسلامه ينزل ناحية المدينة ، وقدم على الرسول وهو يصلي الصبح بمسجد المدينة ، فصلى معه ، فلما دنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره فسأله من هو فأخبره بنفسه ، وكان الرسول يتجهز لغزوة تبوك فشهدها معه ، وقيل خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل البصرة ، وشهد فتح دمشق ، ثم تحول إلى بيت المقدس وعاش 105 سنة وقد كف بصره ، وقيل هو آخر من مات من الصحابة ، ووفاته بالقدس أو دمشق .
كلا وكلتا

     وقول الآخر :
       كلاهما خلف من فقد صاحبه         هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي
     وفي حالة النصب نقول : رأيت اللاعبين كليهما ، وقرأت الصفحتين كلتيهما .
     وفي حالة الجر نقول : مررت بالرجلين كليهما .
     وإذا أضيفت كلا أو كلتا إلى الاسم الظاهر أعربتا حسب موقعهما من الكلام ، وعلامة إعرابهما حركات مقدرة على الألف للتعذر ، كما هو إعراب الاسم المقصور .
     كقوله تعالى ( كلتا الجنتين أتت أكلها )(1) .
     ومنه قول المتنبي :
                كلا الرجلين أتلى قتله         فأيكما غل حر السلب

نماذج من الإعراب

     قال تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ) .
إما : إن حرف شرط جازم ، وما زائدة لا عمل لها .
يبلغن : يبلغ فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
عندك : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وعند مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والظرف متعلق بيبلغن .
ـــــــــــــــ
(1) الكهف [33] .
كلا وكلتا

الكبر : مفعول به .
أحدهما : أحد فاعل ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
أوكلاهما : أو حرف عطف ، كلاهما معطوف على أحد مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وكلا مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولا ناهية .
تقل : فعل مضارع مجزوم ، وهو جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
لهما : جار ومجرور متعلقان بتقل .
أف : اسم فعل مضارع بمعنى ( أتضجر ) مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، واسم الفاعل وفاعله في محل نصب مقول القول .

     قال تعالى ( كلتا الجنتين أتت أكلها ) .
كلتا : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وكلتا مضاف .
الجنتين : مضاف إليه مجرور بالياء .
أتت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الجنة .
أكلها : أكل مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .
     والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكلتا .



كلاّ

1 – حرف ردع وزجر وتنبيه على بطلان كلام المخاطب .
     كقوله تعالى ( قال كلا إن معي ربي سيهدين )(1) .
     ومنه قول جرير :
         كلا ولكن ما أبديه من فرق       فكي يغروا فيغريهم بي الطمع

2 – حرف بمعنى ( ألا ) الاستفتاحية وذلك إذا لم يسبقها في الكلام ما يقتضي الزجر أو النفي .
     كقوله تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى )(2) .
     وقوله تعالى ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )(3) .

3 – حرف بمعنى ( حقاً ) مرافقاً للقسم .
     كقوله تعالى ( كلا والقمر )(4) .

4 – حرف جواب لنفي الاستجابة .
     نحو : قولك : كلا لمن قال لك : أفعلت هكذا ؟
     ومنه قول ابن زيدون :
            كلا ولا المسك النموم أريحه        متعطر إلا بوسم ثناك
ـــــــــــــــ
(1) الشعراء [62] .
(2) العلق [6] .
(3) المطففين [15] .
(4) المدثر [32] .
كلاّ

نماذج من الإعراب

     قال تعالى ( كلا إن معي ربي سيهدين ) .
كلا : حرف ردع وزجر لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
إن : حرف مشبه بالفعل ، يفيد التوكيد .
معي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إن مقدم في محل رفع .
ربي : اسم إن منصوب ، وربي مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه .
سيهدين : السين حرف للمستقبل القريب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يهدين : فعل مضارع مبني على الفتح المقدر على الياء لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، ونون التوكيد حرف مبني لا محل له من الإعراب .

     قال تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى ) .
كلا : حرف بمعنى ( ألا ) الاستفتاحية مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
إن : حرف مشبه بالفعل ، ويفيد التوكيد .
الإنسان : اسم إن منصوب بالفتحة .
ليطغى : اللام (1) لام الابتداء ، وتسمى باللام المزحلقة لتزحلقها عن اسم إن إلى خبرها ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليطغى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الإنسان .
     والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
ـــــــــــــــ
(1) أنظر أنواع اللام ص 262 وما بعدها .
كلاّ        كلما

     قال تعالى ( كلا والقمر ) .
كلا : حرف بمعنى ( حقاً ) ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
والقمر : الواو حرف قسم ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
القمر : اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف .

كلما

     ظرفية مركبة من ( كل ) و ( ما ) المصدرية ، تعرب أداة شرط غير جازمة في محل نصب ظرف زمان متعلقة بجوابها (1) .
     ومن شروطها أن يكون شرطها وجوابها فعلين ماضيين .
     كقوله تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها )(2) .
     وقوله تعالى ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا )(3) .
     ومنه قول المتنبي :
           كلما رحبت بنا الروض قلنا        حلب قصرنا وأنت السبيل
     وقوله أيضاً :
           كلما صبحت ديار عدو         قال تلك الخبوث هذى السيول
ـــــــــــــــ
(1) أنظر فقرة ( رابعاً ) من فقرات ( كل ) ص 414 .
(2) النساء [56] .
(3) آل عمران [ 17] .


كلما

نماذج من الإعراب

     قال تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ) .
كلما : كل اسم منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بجواب الشرط وكل مضاف ، وما مصدرية توقيتية ( أداة ) شرط غير جازمة .
نضجت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة ، وما والفعل بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة لكل .
جلودهم : فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
بدلناهم : فعل ماض ، ونا المتكلمين في محل رفع فاعله ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، والميم لجماعة المتكلمين .
جلوداً : مفعول به ثان .
غيرها : غير صفة لجلود ، وغير مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .
     وكلما وما بعدها من فعل الشرط وجوابه في محل نصب حال من الضمير المنصوب في نصليهم .
كم

     إما استفهامية أو خبرية .
أولاً : كم الاستفهامية :
     اسم كناية يستفهم بها عن عدد مجهول الجنس والمقدار أو يراد تعيينه .
     نحو : كم قلماً اشتريت ، وكم ريالاً معك .
     ومنه قوله تعالى ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين )(1) .
     وهي مبهمة تحاج إلى إيضاح ، ولا يوضح إبهامها إلا التمييز الذي يليها ، ويكون مفرداً منصوباً كما مثلنا سابقاً .
     وكم كغيرها من أدوات الاستفهام لها مكان الصدارة في الكلام فلا يعمل فيها ما قبلها إلا إذا كانت مضافة .
     نحو : ورقة كم طالب صححت ، وعمل كم يوم أنجزت .
     أو سبقه حرف الجر ، نحو : بكم ريال اشتريت الكتاب ؟
     وفي الحالتين السابقتين يجوز في تمييزها أن يجر بمن مضمرة ولكن الأفصح نصبه .
     وتعرب كم الاستفهامية بحسب العوامل .
1 – إذا استفهم بها عن المفعول المطلق كانت في محل نصب على المفعولية المطلقة .
     نحو : كم طوافاً طفت ، وكم ضربة ضربته ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .
ضربة : تمييز منصوب بالفتحة .
ضربته : فعل وفاعل ومفعول به .
ـــــــــــــــ
(1) المؤمنون [112] .
كم

2 – إذا استفهم بها عن المفعول به كانت في محل نصب مفعولاً به .
     نحو : كم صفحة قرأت ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
صفحة : تمييز منصوب .
قرأت : فعل وفاعل .
3 – إذا استفهم بها عن المفعول فيه كانت في محل نصب على الظرفية الزمانية .
     نحو : كم ساعة مكثت ؟
     أو الظرفية المكانية ، نحو : كم ميلاً مشيت ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية .
ساعة : تمييز منصوب بالفتحة .
مكثت : فعل وفاعل .
4 – إذا سبقها حرف جر أو مضاف كانت في محل جر .
     نحو : بكم ريال اشتريت الكتاب ؟ وعمل كم طالب أنجزت ؟
بكم : الباء حرف جر ، كم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر .
ريال : تمييز مجرور بمن مضمرة .
اشتريت : فعل وفاعل .
الكتاب : مفعول به .
عمل : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف .
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
طالب : تمييز مجرور بمن مضمرة .
أنجزت : فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .

كم

5 – وإذا لم تأت كم واحدة مما سبق ، تكون في محل رفع مبتدأ .
     نحو : كم كتاباً في مكتبتك ؟ وكم قلما عندك ؟
كم : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ .
كتاباً : تمييز منصوب بالفتحة .
في مكتبتك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كم .
     وعندك في المثال الثاني ظرف مكان منصوب والكاف في محل جر بالإضافة والظرف متعلق بمحذوف خبر كم .
6 – وتأتي كم في محل رفع خبر مقدم ، وذلك إذا تلاها اسم مضاف لما بعده ، ويكون تمييزها مقدراً ، نحو : كم مالك ؟ كم عدد كتبك ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم .
مالك : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه .
     وتمييزها مقدر ، وكأن السؤال : كم ريالاً مالك ؟ ، أو كم كتاباً عدد كتبك ؟
تنبيه :
1 – إذا فصل بين كم الاستفهامية ومميزها بفاصل بقي المميز على نصبه .
     نحو : كم حضر طالباً ؟
     كما يجوز في ذلك الجر بمن .
     نحو : كم في المكتبة من كتاب ؟
2 – ويجوز حذف مميزها إذا دل عليه دليل .
     نحو : كم عندك ؟ ، وكم حضر إلى المدرسة اليوم ؟
     ومنه قوله تعالى ( كم لبثت )(1) .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [259] .
كم

     وقوله تعالى ( قال قائل منهم كم لبثتم )(1) .
     والتقدير : كم كتاباً عندك ؟ وكم طالباً حضر ؟ وكم يوماً لبث أو لبثتم ؟
ثانياً : كم الخبرية :
     اسم يقصد به الإخبار عن الكثرة المجهولة الكمية .
     نحو : كم معركة خاضها المسلمون ، وكم من كتب في المكتبة لم تصل لها يد القارئ .
     ومنه قول ابن زيدون :
        كم قاعدة يحضى فتعجب حاله        من جاهد يصل الدؤوب فيحرم
     وتمييزها يكون مفرداً أو جمعاً مجروراً بإضافتها إليه أو بحرف الجر ( من ) وأفراد تمييزها أكثر وأبلغ ، نحو : كم شهيد هوى على الأرض .
     وكقوله تعالى ( وكم من قرية أهلكناها )(2) .
     وقوله تعالى ( وكم من ملك في السموات )(3) .
     ومنه قول السموءل بن عدياء :
                  كم من أخ لي صالح        بواته بيدي لحدا
     ومثال الجر بالإضافة .
     قول الفرزدق :
         كم عمة لك يا جرير وخالة         فدحاء قد ملكت على عشارى
     وقول الشاعر * :
                  كم ملوك باد ملكهم         ونعيم سوقة بادوا
ـــــــــــــــ
(1) الكهف [19]          (2) الأعراف [4]          (3) النجم [26] .
     * الشاهد بلا نسبة في مصادره .
كم

     وتعرب كم الخبرية إعراب كم الاستفهامية ، أنظر كم الاستفهامية .
تنبيه :
1 – يجوز الفصل بين كم الخبرية وتمييزها ، وعندئذ يجب نصبه ، إذ لا يمكن إضافته إليها وهو مفصول عنها .
     نحو : كم عندي مالاً .
     ومنه قول القطامي :
       كم نالني منهم فضلاً على عدم         إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل
2 – يجر تمييزها المفصول عنها ( بمن ) إذا كانت ظاهرة .
     نحو : كم عندي من كتب .
     ومنه قول ذي الرمة :
         كم دون مية من خرق ومن علم         كأنه لامع عريان مسلوب
3 – أما إذا كان الفصل بين كم الخبرية ومميزها بفعل متعد متسلط على كم ، وجب عندئذ جر تمييزها بمن ظاهرة .
     نحو : كم قرأت من فصول ، وكم أهملت من عمل .
     ومنه قوله تعالى ( وكم أهلكنا من القرون )(1) .
     وقوله تعالى ( وكم أهلكنا من قرية )(2) .
4 – إذا جر مميزها ( بمن ) فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من كم .
ـــــــــــــــ
(1) الإسراء [17]              (2) القصص [58] .
كم          كما
نماذج من الإعراب
     قال تعالى ( وكم أهلكنا من القرون ) .
وكم : الواو للاستئناف ، كم خبرية اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به . أهلكنا : فعل وفاعل .
من القرون : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من كم .
كما
     لفظة مركبة من ( الكاف ) التي للتشبيه ، و ( ما ) المصدرية ، وتقع بين فعلين ، فيكون المصدر المؤول مجروراً بالكاف ، ويعلق الجار والمجرور بالفعل قبلها ، نحو : فعلت كما فعلت ، ومنه قول ابن زيدون :
        كما تشاء فقل لي ، لست منتقلاً        لا تخش مني نسياناً ولا بدلا
     والتقدير : كن كما تشاء ، ومنه قول جميل بثينة :
            نولي قبل نأي داري جمانا        وصلينا كما زعمت تلانا
     وإذا وقعت بين فعلين متماثلين علق الجار والمجرور بمفعول مطلق محذوف .
     كقول امرئ القيس :
          كميت يزل للبد عن حال متنه         كما زلت الصفواء بالتنزل
     ومنه قول جرير :
      ينهض في كل مخشى الردي قذف        كما تقاذف في اليم المرازيب
     ومنه قول المتنبي :
          وانتبهنا كما انتبهت بلا شيء         فكان النوال قدر الكلام
     ويرى بعضهم أن ( كما ) مركبة من ( كاف ) التشبيه و ( ما ) الكافة ، وجعلوا من ذلك قوله تعالى ( كما أرسلنا فيكم رسولاً )(1) .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [151] .
كما         كي

     وقوله تعالى ( واذكروه كما هداكم )(1) ، وممن جوز ذلك الزمخشري (2) .
     وقد عد بعضهم ( ما ) الزائدة ملغاة ، كقول عمرو بن براقة الهمذاني :
        وننصر مولانا ونعلم أنه         كما الناس مجروم عليه وجارم
     ويرى بعضهم أن ( ما ) موصولة وهي التي بمعنى الذي .
     نحو : ضربت حماراً ضربتما ، أي كالحمار الذي ضربتما (3) .
نماذج من الإعراب
     " فعلت كما قلت " .
فعلت : فعل وفاعل .
كما : الكاف حرف تشبيه وجر ، وما مصدرية مبنية على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما .
قلت : فعل وفاعل .
       
كي
     ولها ثلاثة أوجه :
أولاً : تأتي حرفاً مصدرياً ناصباً بمعنى ( أن ) ، ويغلب ورودها مع اللام لفظاً أو تقديراً ، نحو : أدرس كي تنجح أو لكي تنجح .
     ومنه قوله تعالى ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج )(4) .
     فهي ناصبة للفعل بنفسها ، ولاقترانها بلام التعليل ، وإذا لم تتصل باللام يجوز فيها أن تنصب بنفسها أو بأن المصدرية المقدرة .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [198]                       (2) أنظر الكشاف ج1 ص349 .
(3) أنظر رصف المباني ص213 .    (4) الأحزاب [37] .
كي
     كقوله تعالى ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها )(1) .
     وقوله تعالى ( وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً )(2) .
     ومتى سبقت كي بلام الجر كانت حرفاً ناصباً ليس غير ، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يكون في محل جر باللام .
     كقوله تعالى ( لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم )(3) .
     ومنها الأمثلة السابقة المقرونة فيها كي باللام .
     وإذا لم تتصل باللام كانت جارة للمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل .
     نحو : ادرس كي تنجح .
ثانياً : تأتي حرفاً للتعليل ، ولا تجر إلا ( ما ) المصدرية ، والفعل مرفوع بعدها .
     كقول الشاعر ( عبد الله بن عبد الأعلى ) :
       إذا أنت لم تنفع فضر فإنما         يرجى الفتى كيما يضر وينفع
     كذلك إذا جاء بعدها ( ما ) الاستفهامية تكون مجرورة بها .
     نحو : كيم فعلت ذلك ؟ أي : لم فعلت ذلك ؟
     وقد تجر ( كي ) أن المصدرية المقدرة أو الظاهرة .
     كما في قول جميل بثينة :
         أكل الناس أصبحت مانحا        لسانك كيما أن تغر وتخدعا
     فكي في البيت السابق حرف جر ، وجر المصدر المؤول من أن والفعل ، والفاعل في الفعل ( أن ) .
ثالثاً : وتأتي بمعنى ( كيف ) ، وهي حينئذ اسم يأتي الفعل بعدها مرفوعاً .
     كقول الشاعر * :
     كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت        قتلاً كم ولظى الهيجاء تضطرم
ـــــــــــــــ
(1) القصص [13]        (2) طه [33]         (3) الحشر [7] .        * الشاهد بلا نسبة .
كي
تنبيه :
1 – إذا اتصلت كي المصدرية الناصبة ( بما ) أو ( لا ) فلا يبطل عملها .
     كقول الشاعر * :
     أردت لكيما لا تراني عشيرتي        ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل
     ومنه قوله تعالى ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم )(1) .
     وقوله تعالى ( لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً )(2) .
2 – يجب أن تفرق بين كي التعليلية الجارة وبين كي المصدرية الناصبة ، فالأولى إذا اتصلت بما كفتها عن العمل ، والفعل بعدها مرفوع كما بينا ، والثانية لا تكفها عن العمل ، والفعل بعدها منصوب فانتبه .
نماذج من الإعراب
     قال تعالى ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج ) .
لكي : اللام حرف جر وتعليل ، كي حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
لا يكون : لا نافية لا عمل لها ، يكون فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتح الظاهرة ، وهو تام .
     وكي والفعل في تأويل مصدر في محل جر باللام .
على المؤمنين : جار ومجرور متعلقان بيكون .
حرج : فاعل مرفوع .
     قال الشاعر :
         إذا أنت لم تنفع فضر فإنما         يرجى الفتى كيما يضر وينفع
ـــــــــــــــ
(1) الحديد [23]                (2) الحج [5] .
     * الشاهد بلا نسبة في مصادره .
كي

إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان شرطية غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلق بالجواب وهي مضافة .
أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده .
لم تنفع : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تنفع فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
     وجملة الفعل المضارع المجزوم بلم مفسرة لا محل لها من الإعراب .
     وجملة أنت والفعل المحذوف في محل جر بالإضافة لإذا .
     وجملة إذا أنت لم تنفع لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
فضر : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ضر فعل أمر مبني على السكون ، وحرك بالفتح للتخفيف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
     وجملة فضر مع الفاعل المحذوف لا محل لها من الإعراب جواب الشرط .
فإنما : الفاء استئنافية ، إنما كافة ومكفوفة حرف دال على الحصر .
يرجى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر .
الفتى : نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر .
     وجملة فإنما ... إلخ استئنافية .
كيما : كي حرف تعليل وجر ، ما مصدرية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
يضر : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
وينفع : الواو حرف عطف ، ينفع معطوف على يضر .
     وجملة ما والفعل بتأويل مصدر في محل جر بكي ، والجار والمجرور متعلقان بيرجى ، والتقدير : يرجى الفتى للضر والنفع .
كي

     قال الشاعر :
     كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت        قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم
كي : اسم استفهام بمعنى كيف مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
تجنحون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة فاعله .
إلى سلم : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبله .
     والجملة الفعلية في محل رفع خبر كي .
وما ثئرت : الواو للحال ، ما نافية لا عمل لها ، ثئرت فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث .
قتلاكم : قتلى نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع .
     والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل تجنحون .
ولظى : الواو للحال ، لظى مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف .
الهيجاء : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
تضطرم : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من قتلاكم أو من فاعل تجنحون (1) .
ـــــــــــــــ
(1) أنظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص279 .
كيت وكيت         كيف

كيت وكيت
     اسم كناية مبهم ، وهي كناية عن القصة قولاً أو فعلاً .
     مثال القول : قال الرجل كيت وكيت .
     ومثال الفعل : فعل الرجل كيت وكيت .
     ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " بئس ما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت " .
     وترد مفردة ، نحو : قال فلان كيت .
     أو مكررة بالعطف ، كما في الأمثلة السابقة ، وتعرب حسب موقعها من الجملة ، وغالباً ما تكون مفعولاً به كما مر معنا ، ونعربها كالآتي :
كيت : اسم مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
وكيت : الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كيت اسم معطوف مبني على الفتح في محل نصب .
     وقد تستعمل مكررة بدون حرف العطف ، نحو : قال الراوي كيت كيت ، وتعرب في هذه الحالة : اسماً مركباً مبنياً على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به ، والمشهور فتح تاء كيت ، ويجوز فيها الضم والكسر أيضاً .
كيف
     تأتي على وجهين :
أولاً : اسم استفهام لتعيين الحال .
     كقوله تعالى ( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله )(1) .
     وقوله تعالى ( كيف كان عاقبة المجرمين )(2) .
ـــــــــــــــ
(1) آل عمران [101]                (2) الأعراف [83] .
كيف
     ومنه قول أبي العلاء :
        كيف أصبحت في مكانك بعدي        يا جديراً مني بكل افتقار
     وتعرب كيف حسب موقعها من الكلام فتأتي :
1 – في محل رفع خبر إذا تلاها اسم مفرد ، نحو : كيف أنت ؟ وكيف حالك ؟
     ومنه قول المتنبي :
    هبيني أخذت الثأر فيك من العدى        فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى
     ومنه قول جرير :
        وكيف نجاء للفرزدق بعدما        طغا وهو في أشداق أغلب حائر
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم ، أنت مبتدأ مؤخر .
     وكذلك الحال في بيت المتنبي وفي بيت جرير ، فكيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .
بأخذ : الباء حرف جر زائد ، أخذ مبتدأ مؤخر .
     وتأتي كيف خبراً للفعل الناقص ( كان وأخواتها ) إذا تلى كيف .
     نحو : كيف أصبحت ؟ ، ومنه قول شوقي :
           كيف كنا ولا تسل كيف كنا        نتساقى من الهوى ما نشاء
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم .
كنا : كان فعل ناقص ، ونا المتكلمين في محل رفع اسمها .
2 – تأتي حالاً إذا تلاها فعل تام ، نحو : كيف جئت ؟
     ومنه قول المتنبي :
          كيف لا تأمن الفراق ومصر        وسراياك دونها والخيول
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .
لا تأمن : لا نافية لا عمل لها ، وتأمن فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . الفراق : مفعول به منصوب بالفتحة .
كيف       كيفما

3- وتأتي مفعولاً مطلقاً .
     كقوله تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )(1) .
ثانياً : أما الوجه الثاني لكيف : فهي اسم شرط لفعلين متفقين في المعنى غير مجزومين وهذا مختلف فيه ، كقوله تعالى ( يصوركم في الأرحام كيف يشاء )(2) .
     وجوابها في هذه الآية محذوف ، لدلالة ما قبله عليه ، ولكن إذا اقترنت ( بما ) الزائدة كما هو الحال في حيثما وإذما ، كانت شرطية جازمة بلا خلاف .
     نحو : كيفما تكن الأمة تكن الولاة .
كيفما
     اسم شرط يدل على الحال ، وهي مركبة من ( كيف ) و ( ما ) الزائدة ، وهذا شرط من شروط عملها كذلك يشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفظ والمعنى ، نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك .
     وتعرب حالاً من فاعل فعل الشرط كما في المثال السابق .
     ومنه : كيفما تجلس أجلس .
     أو في محل نصب خبر لفعل الشرط إذا كان ناقصا .
     نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه .
كيفما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم .
يكن المرء : يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بكيفما ، وهو فعل الشرط ، المرء اسم يكن .
يكن قرينه : فعل مضارع ناقص مجزوم ، وهو جواب الشرط ، وقرين اسمها ، والهاء ضمير في محل جر مضاف إليه .
ـــــــــــــــ
(1) الفيل [1]                  (2) آل عمران [6] .
كيم        كيما

كيم
     لفظ مركب من ( كي ) الجارة التعليلية و ( ما ) الاستفهامية التي حذفت ألفها لدخول حرف الجر عليها ، وهي بمعنى ( لم ) .
     نحو : كيم تبكي ؟ ، وتعرب كالآتي :
كي : حرف جر وتعليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بكي ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل تبكي .
تبكي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

كيما
     كلمة مركبة من ( كي ) الجارة التعليلية ، و ( ما ) المصدرية (1) .
     كقول عبد الله بن عبد الأعلى ، ويقال للنابغة الذبياني :
        إذا أنت لم تنفع فصر فإنما        يرجى الفتى كيما يضر وينفع
     ومنه قول الآخر :
       وقد مدحتكم عمداً لأرشدكم         كيما يكون لكم متحى وإمراسي
     والفعل بعدها مرفوع لأن كي جارة للمصدر المؤول من ( ما ) والفعل ، وتسمى كافة ومكفوفة .
وقد : الواو استئنافية ، قد حرف تحقيق ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
ـــــــــــــــ
(1) أنظر الفقرة الثانية من كي ص 432 .
كيما

مدحتكم : مدح فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع لا محل لها من الإعراب .
عمداً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .
     والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
لأرشدكم : اللام للتعليل ، أرشد فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والكاف في محل نصب مفعول به .
كيما : كافة ومكفوفة لا عمل لها .
     أو كي حرف جر يفيد التعليل ، وما مصدرية ، والمصدر المؤول من ( ما ) والفعل بتأويل مصدر في محل جر بكي .

0 comments:

Post a Comment