حرف النون


حرف النون
     تأتي النون لعدد من الأوجه :
أولاً : نون التوكيد الثقيلة والخفيفة ، وهما حرفان ، الأولى مشددة ، والثانية ساكنة ولا محل لهما من الإعراب ، يتصلان بالفعل المضارع والأمر فيبنى الفعل بهما على الفتح ، نحو : تالله لأساعدن الضعيف .
     ومنه قوله تعالى ( ليسجنن وليكونن )(1) ، ونحو : أعملن الواجب .
     ومنه قول امرئ القيس :
  ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي       وهل يعمن من كان في العصر الخالي
     ومنه قول الشاعر * :
      لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى       فما انقادت الآمال إلا لصابر
     ويؤكد فعل الأمر بها مطلقاً ، أما المضارع فيشترط فيه أن يكون جوابها للقسم مثبتاً مستقلاً متصلاً بلامه ، وأن يكون غير مقرون بحرف تنفيس أو بقد وألا يكون مقدم المعمول ، فإذا استوفى هذه الشروط وجب توكيده بالنون ، وإذا اختل شرط منها امتنع توكيده ، ويجوز إذا كان طلبياً ، أو أمراً ، أو نهياً ، أو استفهاماً ، أو تمنياً ، أو تحضيضاً .
وقد جاء توكيد الماضي بالنون وهو شاذ ومقصور على الشعر ، كقول الشاعر :
         دامن سعدك إن رحمت متيماً        لولاك لم يكن للصبابة جانحا
ثانياً : نون النسوة : ضمير يتصل بالفعل المضارع أو الماضي أو الأمر ، فيبنى الفعل بها على السكون ، وتكون خفيفة مفتوحة ، وتلحق الضمائر للدلالة على جمع الإناث ، وتكون عندئذ مشددة .
     مثال الخفيفة : الطالبات يكتبن الدرس .
ـــــــــــــــ
(1) يوسف [32] .
     * الشاهد بلا نسبه .
النون
     ونحو : الطالبات كتبن الدرس ، واكتبن الدرس يا طالبات .
     ومنه قوله تعالى ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )(1) .
     ونحو : أنتن مجتهدات ، ورجعت بهن .
     ولنون النسوة مواقع إعرابية مختلفة ، فتأتي فاعلاً ونائباً له واسماً لكان ، وذلك بحسب موقعها من الكلام .
     مثال الفاعل كما في الأمثلة السابقة ، أما نائب الفاعل : الفائزات يكرمن .
     ومثال اسم كان : كن قانتات .
ثالثاً : نون الوقاية : حرف عماد تأتي قبل ياء المتكلم .
     نحو : ضربني ، وأنني ، وليتني ، ويعلمني .
     ومنه قوله تعالى ( يا ليتني كنت تراباً )(2) .
     ومنه قول الشاعر معن بن أوس :
              أعلمه الرماية كل يوم       فلما اشتد ساعده رماني
     ومنه قول أبي فراس :
     ولكنني أمضي لما لا يعيبني       وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
رابعاً : تأتي للتنوين : وهي نون زائدة ساكنة في آخر الاسم لفظاً لا خطاً .
     نحو : جاء محمدٌ ، ورأيت محمداً ، ومررت بمحمدٍ .
     ومنه قول الشاعر أبي فراس :
        فيا حسرتي من لي بخل موافق       أقول بشجوي مرة ويقول
خامساً : نون المثنى المكسورة ، ونون جمع المذكر السالم المفتوحة ، وهما نونان زائدتان تأتي الأولى بعد ألف أو ياء المثنى ، وتأتي الثانية بعد واو أو ياء جمع المذكر السالم .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [228]              (2) النبأ [40] .
النون       نا

     نحو : وصل المسافران ، وسلمت على الرجلين .
     ونحو : جاء المعلمون ، ومررت بالمعلمين .
     وهاتان النونان تحذفان عند الإضافة .
     نحو : جاء لاعبا الكرة ، ورأيت مهندسي البناء .
     ومنه قوله تعالى ( يا صاحبي السجن )(1) ، وقوله تعالى ( وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون )(2) .
سادساً : نون الرفع في الأفعال الخمسة : هي نون زائدة بدليل حذفها في حالتي الجزم والنصب .
نحو : الطلاب يكتبون الدرس ، ومنه قوله تعالى ( يا ليت قومي يعلمون )(3) .
ونحو : أنت تعملين الواجب ، ومنه قوله تعالى ( قالوا أتعجبين من أمر الله )(4) .
ونحو : هما يلعبان الكرة ، ومنه قوله تعالى ( فيهما عينان تجريان )(5) .
وهذه النون مفتوحة مع جماعة الذكور ، والمفردة المؤنثة ، وتكسر مع المثنى .
نا
     ضمير متصل بجماعة المتكلمين مبني على السكون ، ويعرب في محل رفع أو نصب أو جر ، كقوله تعالى ( ربنا إننا سمعنا منادياً )(6) .
     وقوله تعالى ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا )(7) .
     ومنه قوله تعالى ( إننا آمنا فاغفر لنا )(8) .
ـــــــــــــــ
(1) يوسف [39]               (2) القصص [59] .
(3) يس [26]                  (4) هود [73] .
(5) الرحمن [50]              (6) آل عمران [193] .
(7) البقرة [276]              (8) آل عمران [16] .
نبأ      نحن      نزال      نعم

نبأ
     فعل ينصب ثلاثة مفاعيل أصل الأول اسم ظاهر أو ضمير ، والثاني والثالث أصله المبتدأ والخبر .
     وتسد ( أن ) واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث .
     نحو : نبأت محمداً أن علياً مريض . أنظر أنبأ وعلم .
نحن
     ضمير رفع منفصل مبني على الضم لجماعة المتكلمين .
     كقول عمرو بن كلثوم :       
           ونحن الحاكمون إذا أطعنا       ونحن العازمون إذا عصينا
     ومنه قوله تعالى ( نحن نقص عليك أحسن القصص )(1) .
نزال
     اسم فعل أمر مبني على الكسر معدول عن الفعل نزل ، كقول الشاعر :
         ودعوا نزال فكنت أول نازل        وعلام أركبه إذا لم أنزل
نعم
     حرف جواب للإثبات في الاستفهام المثبت لا عمل له ولا محل له من الإعراب ، نحو : هل حضر والدك ؟ نعم .
     ومنه قوله تعالى ( فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم )(2) .
     ومنه قول عمر بن ربيعة :
        فقالت نعم لا شك غير لونه      سرى الليل يحيي نصبه والتهجر
 ــــــــــــــ
(1) يوسف [30] .
(2) الأعراف [44] .
نعم       نِعْم

     وتكون للوعد بعد الطلب : الأمر أو النهي أو الاستفهام .
     نحو : اضرب المهمل ، الجواب : نعم أعدك .
     ونحو : لا تقصر في عملك ، الجواب : نعم أعدك .
     وإذا وقعت في صدر الكلام كانت للتوكيد ، كقول جميل بن معمر :
   نعم صدق الواشون أنت كريمة        عليَّ ، وإن لم تصف منك الخلائق
     وتكون جواباً للنفي في الاستفهام المنفي .
     نحو : ألم أبلغك الأمر ؟ ، الجواب : نعم لم تبلغني .
قال المرادي : وهي لتصديق خبر ، كقولك : نعم لمن قال : قام زيد ، أو إعلام وتخبر ، كقولك : نعم لمن قال : هل جاء زيد ؟ ، أو وعد طالب ، كقولك : نعم لمن قال : اضرب زيداً ، أي نعم اضربه .

نِعْم

     فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء المدح يليه فاعل وله أربعة أحوال ، أنظر بئس .
     نحو : نعم الصديق الكتاب .
     ونعم عملاً الأمانة .
     ونعم صديق المرء الكتاب .
     ونعم ما يفعله المخلصون لأوطانهم .
     وجوه إعراب مخصوص المدح والذم .
     " نعم الصديق الكتاب " .
نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب لإنشاء المدح .
الصديق : فاعل مرفوع .
الكتاب : إما مبتدأ ، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر .
     وجملة الكتاب وخبره لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
أو الكتاب : مبتدأ وخبره محذوف تقديره ( ممدوح ) .
     وجملة نعم الصديق ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أو الكتاب : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو .
     وجملة نعم الصديق ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

0 comments:

Post a Comment